كتب : تامر عز الدين
تشهد أجواء قطاع غزة منذ ثلاثة أيام تحليقاً مكثفاً لطيران الاحتلال، وخاصة الطيران المسيّر “بلا طيار”
فلا يكاد يفارق الأجواء وعلى ارتفاعات منخفضة، ويصدر أصوات مزعجة في أغلب الأحيان
لا يستطيع المواطنين النوم من صوت تحليق هذه الطائرات الغادرة.
ويرجع تشغيل الاحتلال لهذا النوع من الطائرات في أجواء قطاع غزة، إما لإقرار خطة “تنوفا”
التي استحدثها رئيس أركان جيش الاحتلال “كوخافي، أو لجمع معلومات استخبارية عن المقاومة
في قطاع غزة كما يؤكد العديد من المحللين والمختصين في الشأن الإسرائيلي.
بدوره قال الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حسن عبدو :” إن تحليق طيران الإستطلاع “الإسرائيلي”
في أجواء قطاع غزة قد يكون بفعل إقرار خطط جديدة لجيش الاحتلال الاسرائيلي مثل “خطة تنوفا”
التي أقرها رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي مؤخراً”.
واعتقد عبدو خلال حديث خاص “أن تحليق هذا الطيران في أجواء قطاع غزة قد يرجع أيضاً لتحديث بنك المعلومات
“الإسرائيلي” أو لمتابعة عمليات أمنية في القطاع، موضحاً أن جميع الفرضيات السابقة من الممكن أن تكون السبب
وراء التحليق المكثف لطيران الاحتلال في أجواء قطاع غزة.
وبيّن عبدو أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يتابع قطاع غزة بشكل مستمر، مرجحاً أن يكون هذا التحليق في هذا التوقيت بالذات،
ربما للتحضير لاعتداءات جديدة من الاحتلال على غزة، أو لتخوفات لدى الاحتلال من اندلاع مواجهة قريبة.
وأشار إلى أن الاحتلال عانى خلال معركة “سيف القدس” من عجز في الجانب الاستخباري،
متوقعاً أن يكون ذلك في إطار نقص المعلومات الاستخبارية لدى الاحتلال الإسرائيلي عن المقاومة.
ولفت عبدو إلى أن شهر نوفمبر حافلاً بالعديد من المناسبات وخاصة، استشهاد العديد من القادة مثل:
الشهيد القائد بهاء أبو العطا “أبو سليم”، والشهيد القائد أحمد الجعبري “أبو محمد”،
موضحاً تخوف الاحتلال من احتمالية قيام الفصائل بالرد على هذه الجرائم بحق القادة.
من جانبه قال الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات :”لا يوجد شيء عبثي لدى الاحتلال فكثافة الطيران
في سماء غزة، ترجع إلى أن حكومة الاحتلال حولت الميزانية “لكوخافي” لتنفيذ خطته العسكرية “تنوفا”،
حيث أن تنوفا قائمة على جمع أكبر كم من المعلومات اللازمة لأي مواجهة قادمة مع إيران أو لبنان أو غزة”.
ورأى بشارات أن جمع الاحتلال للمعلومات يحتاج لمناورات كثيفة جداً للاحتلال بحيث سيشترك جميع الجنود
من الاحتياط ومن الجنود النظاميين في هذه التدريبات، لأن كوخافي يُريد أن يُعوض ما فات من تدريب وإعداد وتنفيذ خطته.
.وقال :”إن الجيش في أزمة عميقة وخاصة بعد معركة “سيف القدس”، لأن صورة الجيش لدى الجمهور “الإسرائيلي”
تضعضعت ووصلت إلى مستويات خطيرة من عدم الثقة بالجيش بعد المعلومات عن نقص الالمعلومات الاستخبارية
لدى الجيش عن المقاومة في غزة”.
وأضاف بشارات :”هُناك جمع للمعلومات وربما جُهد استخباري خفي للحصول على المعلومات،
لقد أصبح من الصعب الحصول عليها بسهولة”.
ولفت إلى أن خطة “تنوفا” قائمة على مبدأ “حرب مُباغتة” وكوخافي يسعى لاستعاده روح المُبادرة
التي فقدها جيشه وخاصة وشعبة الاستخبارات التي فقدت مصداقيتها.
في مدينة غزة ظهر اليوم الإثنين 15-11-2021، بتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع “الإسرائيلية”
في كافة أجواء قطاع غزة.
جدير ذكره أن طائرات الإستطلاع التابعة لجيش الاحتلال لا تكاد تفارق أجواء قطاع غزة خاصة في الأيام الأخيرة،
وهي في الغالب تقوم بجموع معلومات استخبارية عن المقاومة في قطاع غزة.