متابعة: دكتور فوزي الحبال
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِير) [ الإسراء 1] ، صدقت ياإلهي فيما قلت وابدعت فيما انزلت فلما تليت علينا آياتك زادتنا إيمانا واحتسابا كل
القلوب إلي الحبيب تميل ومعي بذلك شاهدا ودليل اما الدليل إذا ذكرت محمداَ صارت دموع العاشقين تسيل،
هذا رسول الله هذا المصطفي هذا لكل العالمين نذير، صلي اللهم وسلم وبارك عليه وعلي أله وصحبه ومن والاه
إلي يوم الدين، اللهم آمين يارب العالمين .
تبدأ ليلة الإسراء والمعراج من مغرب يوم الأحد ٢٧ فبراير حتى فجر الإثنين ٢٨ فبراير ،ليلة غُسلت فيها أحزان الحبيب ﷺ
بعد عام الحزن بسبب حزنه الشديد على فراق زوجته خديجة رضي الله عنها، مما تسبب له في أذى نفسي كبير .
الإسراء والمعراج:
هي حادثة جرت ليلاً سنة 621م ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة من البعثة
النبوية، يعدها المسلمون من معجزات النبي محمد، ومن الأحداث البارزة في تاريخ الدعوة الإسلامية، يؤمن المسلمون
أن الله أرسل نبيه محمد على البراق مع جبريل ليلاً من المسجد الحرام بمكة، إلى بيت المقدس ، وفي رحلة
سماوية بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق، و عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى
مكان يمكن الوصول إليهِ في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة، وسُميت سورة الإسراء .
السماء الأولى، قابل فيها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام سيدنا آدم عليه السلام أبو البشر ،و السماء
الثانية قابل كل من سيدنا يحيى وسيدنا عيسى عليهما السلام، و السماء الثالثة ،قابل سيدنا يوسف عليه السلام،
وفي السماء الرابعة، قابل سيدنا إدريس عليه السلامز، والسماء الخامسة ،قابل جسيدنا هارون عليه السلام،
والسماء السادسة ، قابل سيدنا موسى عليه السلام. وذكر رسولنا الكريم هنا أن سيدنا موسى يبكي، لأن عدد
من يدخل الجنة من أمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أكثر بكثير من أمة سيدنا موسى عليه السلام .
السماء السابعة ، قابل سيدنا الخليل إبراهيم عليه السلام ، قد شاء المولي سبحانه وتعالي لقاء الرسول عليه
أفضل الصلاة السلام بسائر الأنبياء من قبله زمنيا كما بعثهم، كما شاء أن يرى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
أن يرى جبريل عليه السلام. كما خلق عند وصولهم إلى سدرة المنتهي. أيضا شاء الله تعالى أن يرى الرسول
عليه أفضل الصلاة والسلام الجنة ونعيمها فإن فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
كما رأى النار وعذابها و أغلالها وشجرة الزقوم ،أراد الله سبحانه وتعالى من محمد أن يسير على فطرة الإيمان،
فأمر الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام بأن يحضر ثلاثة أواني لرسولنا الكريم الإناء الأول، به خمر ويشير
إلى الشر، وكذلك الإناء الثاني به عسل ويشير إلى المتعة ،و الإناء الثالث به لبن ويشير إلى الخير والحياة، فاختار
رسولنا الكريم الإناء الثالث لأنه رمز للخير ويكون قدوة أمته في الحياة الطيبة والبعد عن الحياة السيئة والفتنة واللهو .
فضل ليلة الإسراء والمعراج:
إسراء الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام إلى المسجد الأقصى نقلت القبلة من المسجد الأقصى إلى مكة المكرمة،
فرضت الصلاة على أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في هذه الليلة الفاضلةوكانت خمسين فرضاً،
فطلب سيدنا موسى عليه السلام من رسولنا الكريم بمناجاة الله سبحانه وتعالى لتخفيض
الفروض إلى أن أصبحت خمسة صلوات بثواب خمسين صلاة، شجاعة رسولنا الكريم في الإفصاح عن المعجزة الإلهية
،وأن رسول الله هو رسول القبلتين ، وإمام المشرقين والمغربين، وأنه خاتم المرسلين، و أول إنسان يرتقي ويصعد
إلى السماوات العلا ويعود وذلك برفقة جبريل عليه السلام .
الإفادة من رحلة الإسراء والمعراج:
هي أن لا توجد أي محنة يقع فيها الشخص ويصبر على ما أصابه ، إلا وسوف يعوضه الله عن كل ما مر به
بمنحه كبيرة ،بالإضافة إلى أن رحلة الإسراء والمعراج كانت تأكيد أن سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين و أن الكعبة الشريفة والمسجد الأقصى بهم قدسية كبيرة .