متابعة : سوزان مصطفى
أُبهِر الجميع حينما تحولت محطة القطارات الضخمة المركزية بميلانو إلى معرض فني عن “عالم بانكسي”
يتضمن نسخاً بالحجم الحقيقي للوحات الجدارية الإستفزازية لفنان الشارع البريطاني
الذي نجح في إبقاء هويته لغزاً يحير الجميع .
وتحقق أعمال بانكسي أرقاماً قياسية في المزادات، ومنها اللوحة الذاتية التلف جزئياً “الفتاة مع البالون”
التي بيعت مقابل 4.25 مليون دولار، يهدف المعرض الذي يفتتح الجمعة إلى جعل فنه في متناول الجميع.
وأشار مانو دي روس لوكالة “فرانس برس” أن “الفكرة تتمثل في جعل الناس يسافرون م
ن دون الحاجة إلى السفر فعلياً
وحول العالم لمشاهدة أعمال بانكسي، وخصوصاً أن معظمها تعرض للتدمير أو الحجب أو السرقة”
وقد تُعرض أكثر من 130 لوحة جدارية وطباعة شاشة حتى27 فبراير/شباط في قاعات هذه المحطة،
وسط ديكور يعيد بأمانة إنتاج عالم فنان بريستول الغامض.
وذكر مانو دي روس: “أعدنا إنتاج الجدران التي رسم عليها بانكسي، والطوب،
والخرسانة، وأوساخ الشوارع، والتلوث”،
وتولت مجموعة من فناني الجرافيتي الشباب والطلاب تنفيذ اللوحات الجدارية.
وكان هناك عدد من أبرز أعمال بانكسي وأكثرها شهرة من بين المعروضات ، كلوحة “رامي الزهور”
التي تمثّل شاباً يهم بإلقاء باقة من الزهور على شكل زجاجة “مولوتوف” حارقة،
ورسوم استنسل تمثل حيوانه المفضل الجرذ، إضافة إلى أعمال أحدث زمنياً، نادراً ما عُرضت من قبل وتشمل
هذه الأعمال جدارية “أتشوم !!”
التي نفذها في بداية جائحة كوفيد-19 عام 2020.
وتجسّد عجوزاً تعطس إلى درجة أنها تفقد طقم أسنانها، ولوحة من سنة 2021 تمثّل هارباً
من سجن ريدينج في إنجلترا يفرّ مع آلته للكتابة،
في إشارة إلى الكاتب الأيرلندي أوسكار وايلد الذي أودع هذا الحبس في تسعينيات القرن الـ19.
ويحفز المعرض آلاف المسافرين الذين تعجّ بهم يومياً محطة ميلانو على “التوقف وتخصيص بعض الوقت للتفكير”
من خلال الانغماس في عالم بانكسي الغامض، على قول مانو دي روس.
وأشار القيّم على المعرض أن أعمال بانكسي تنطوي على “رسائل لغايات إنسانية من خلال الاستفزاز والسخرية”.
ورداً على سؤال عما إذا كان بانكسي أجاز إقامة معرض لأعماله، قال دي روس: “كلا،
فبانكسي لا يعطي الضوء الأخضر للمعارض التي لا ينظمها بنفسه لكنه لا يمنعها على الإطلاق”.