متابعة : نوران سعاده
دراسة علمية عن تغير المناخ نٌشرت فى مجلة “ساينتيفيك ريبورتس”، جاء فيها إن مشكلة الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة
حرارة الأرض، لم تعد تهدد مناطق القطبين الشمالي والجنوبي فحسب، بل توسعت إلى المنطقة المعروفة باسم
“سقف العالم” في جبال الهيمالايا، التي تعد ثالث أكبر كتلة جليدية على وجه الأرض.
وبالاستعانة بصور حديثة للأقمار الصناعية، تبين أن ما يقرب من 15 ألف نهر جليدي، في كتل جبال الهيمالايا بقارة آسيا،
شهدت تسارعاً كبيراً في معدلات الذوبان خلال السنوات الأربعين الماضية، أكثر مما عرفته خلال مأتى سنة .
وأوضح أحد الباحثين المشاركين في الدراسة ويدعى جوناثان كارفيك، بحسب بيان صحفي نقلت بعضا منه صحيفة
“أفتون بلاديت” السويدية، اليوم الجمعة 24 ديسمبر، إلى أن “الاكتشافات تظهر بوضوح أن ذوبان الأنهار الجليدية في
الهيمالايا بات بمعدل أعلى بعشر مرات مما كان عليه خلال القرنين الماضيين، وهذا التسارع حدث خلال الفترة الماضية فقط”.
وأكد أن ذوبان الطبقة الجليدية الثالثة على الأرض سريعة حد القلق، “بمعدل استثنائي” لا مثيل له في مناطق أخرى،
“سيؤدي إلى تغيّرات أسرع من إمكانية استيعاب البشر لها”.
وحذر عدد من الباحثون من أن التغيرات الكبيرة التي تطرأ بسبب ارتفاع حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية، والتي
كانت محور نقاشات دول العالم في قمة جلاسكو “كوب 26″، الشهر الماضي، ستؤثر على عشرات ملايين سكان سلسلة
الهيمالايا بعدة دول.
وذكر الباحثون أن المياه تتدفق بصورة كبيرة إلى الوديان والسهول القريبة، وهو ما يهدد بفيضانات ضخمة تضر
بنحو 250 مليون نسمة، وقد يؤدي ارتفاع منسوب المياه إلى اتساع تأثيرها ليشمل أنهار الجانج والسند وبراهمابوترا،
حيث يعيش نحو 1.6 مليار شخص إضافي على ضفافها، لا سيما في الهند التي يُعتبر الجانج فيها نهراً مقدساً ومصدراً
أساسياً للمياه في شبه القارة ، وسيهدد القطاع الزراعي ويتسبب بدمار وتآكل التربة.
وفقاً لأبحاث منذرة بالأسوأ ، قالوا أن مشكلة الذوبان الجليدي وارتفاع مستويات البحار لا تستثني المنطقتين القطبيتين فقط ،
إذ إنّ أكبر جزيرة جليدية على الأرض، وهي جزيرة جرينلاند، في المنطقة القطبية الشمالية، باتت تشهد أيضاً ذوباناً مقلقاً للجليد.
وبحسب بيان لخبراء التغيّرات المناخية جاء فيه أنّ العقد الأخير شهد تسارعاً غير مسبوق في غياب طبقات جليدية
وذوبان أنهار في جرينلاند.
وقد قام هؤلاء الخبراء بتوثيق كيف أنّ المنطقة شهدت في يوليو الماضي ذوبان نحو 8.5 مليارات طن من الجليد،
وهي كمية كافية لغمر مساحة ثلث السويد أو ولاية كاليفورنيا الأميركية بنحو 5 بوصات من المياه.