متابعة : نوران سعاده
ذهب ملك الموت إلى نبي الله موسى عليه السلام في صورة رجل ، وأخبره أنّه قادم ليقبض روحه، إلّا أنّ
موسى عليه السلام لم يكن يدرك أنّه ملك الموت، وكان قد أباح الشرع آنذاك فقأ عين الناظر في
دار المسلم بغير إذن ، فصكه على وجهِه، وفقأ عينُه.
فعاد ملَك الموت إلى الله تعالى وقال له: أرسلتني إلى رجل لا يُريد الموت، فقال له الله تعالى: ارجع
فقل له ان يضع يده على ظهر ثور وبأن كل ما لمست يده من شعر الثور سيعيش بها سنة، فلما رجع ملك
الموت إلى موسى وأخبره بذلك علم أنه ملَك الموت، فقال: طالما أنَّ كل حياة نهايتها موت وفَناء، فيفضل
الموت الآن.
وقد جاء في الحديث الشريف الذي روي عن قصة سيدنا موسى عليه السلام، عن أبي هريرة رضي عنه
أنه قال: “أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكَّه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال:
أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه، فقل له: يضع يده على متن
ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي ربِّ ثم مه؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن
يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره
إلى جانب الطريق، تحت الكثيب الأحمر”