متابعة سوزان مصطفى
أكد الرئيس اللبنانى اليوم بأن الظروف الراهنة التي تمر بها الحكومة لن تستمر وسيعود مجلس الوزراء إلى الانعقاد قريبا،
مؤكدا على التفاهم القائم
بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول المواضيع المطروحة وضرورة انجاز الإصلاحات التي يحتاجها لبنان ،
وذلك خلال استقباله لوفد أمريكي ضم عضوي الكونجرس الأمريكي داريل عيسى ودارين لحود ورئيس مجموعة الدعم
الأمريكي من أجل لبنان وعدد من أعضاء المجموعة والسفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا.
وقال عون أن بلاده قد بدأت مسيرة الخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيش فيها، وذلك من خلال تحضير برنامج
للتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض من الدول المانحة، في الوقت الذي يعمل على إجراء إصلاحات تشمل
النظام المالي والمصرفي بعد تحديد الديون والخسائر التي سيؤدي توزيعها العادل إلى إعادة التوازن المالي إلى البلاد،
معتبرا أن هذه الأزمة نتجت عن تراكمات تعود إلى سنوات عدة.
وخلال اللقاء أشار عون إلى أهمية إعادة تنظيم هيكلية الدولة والنظر في النظام الضرائبي وضبط الإنفاق ومنع الهدر ومتابعة
العمل لمكافحة الفساد مؤكدا أنه ترك تأثيرا سلبيا على الخزينة العامة، ومن بين الخطوات المعتمدة التدقيق المالي الجنائي
الذي تتولاه شركة “الفاريز ومارسال” على حسابات مصرف لبنان.
وأكد أن لبنان يتطلع إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية للبرامج الإصلاحية التي سوف تعتمدها الحكومة، شاكرا الوفد الأمريكي
على المساعدات الإنسانية والإنمائية والصحية والتربوية التي تقدمها الولايات المتحدة سواء إلى الإدارات والمؤسسات الرسمية
أو إلى الجيش اللبناني والقوى العسكرية.
أشاد بالدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في تسهيل عملية استيراد الغاز والكهرباء من مصر والأردن نظرا للانعكاسات الإيجابية
التي ستترتب على هذا العمل لتأمين التيار الكهربائي في لبنان.
وأكد الرئيس عون على التزام لبنان تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، لافتا إلى الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل
من وقت إلى آخر لمندرجات هذا القرار، ومشددا على أن لبنان يتطلع إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود
البحرية الجنوبية، مع انتظار عودة الموفد الأمريكي أموس هوكشتاين لاستكمال المحادثات التي بدأت بهدف الوصول إلى اتفاق
يضمن حق لبنان لاستثمار موارده الطبيعية في حقول النفط والغاز الحدودية.
كما شدد رئيس الجمهورية على التزام الاستحقاقات الدستورية سواء في مجلس النواب او رئاسة الجمهورية،
مركزا على أهمية الفصل بين السلطات واستقلالية القضاء وضرورة أبعاد السياسة عنه لا سيما في التحقيق في جريمة
انفجار مرفأ بيروت والأحداث الدامية التي وقعت في منطقة الطيونة-عين الرمانة.
كان عضوا الكونجرس داريل عيسى ودارين لحود نقلا الى الرئيس عون اهتمام الكونجرس الأمريكي بالوضع في لبنان،
والحرص على الاستمرار في تقديم المساعدات إلى المؤسسات اللبنانية المدنية منها والعسكرية.
أشارا إلى أن أعضاء الكونجرس يتطلعون إلى دور رئيس الجمهورية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان،
وهم مهتمون بإنهاض الاقتصاد اللبناني وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وتمكين لبنان من استخدام موارده الطبيعية لتعزيز
اقتصاده وتحقيق الإصلاحات المنشودة والحد من هجرة أبنائه.