بقلم اللواء /أشرف فوزى
قصة نبي الله صالح عليه السلام مع قومه لعلَّ أهم ما يبرز في قصة سيدنا صالح
عليه السلام – مع قومه ثمود ما يتعلَّق بناقة الله – ناقة صالح – وقد جاء ذكر
وبيان قصة نبي الله صالح مع قومه ثمود في العديد من سور القرآن الكريم، منها:
سورة الأعراف، وهود، والحِجر، والشعراء، وفصّلت، وغيرها الكثير من سور القرآن
الكريم بغض النظر إن كان على سبيل الإشارة فقط أو السرد والتفصيل، أما عن
قصة صالح مع قومه كما جاء بيانها من عند الله سبحانه وتعالى وبناءً على ما ورد
فيها من الآيات الكريمة أن الله – سبحانه وتعالى – أرسل نبيه صالحاً عليه السلام
إلى قوم ثمود ليدعوهم إلى الإيمان بالله وحده وترك ما كانوا يعبدون من دون
الله، وثمود قبيلةٌ عربية، وإليها ينتمي نبي الله صالحٌ – عليه السلام -، وكانت
منطقة الحِجْر موطن هذه القبيلة، وهي تلك المنطقة الواقعة بين الحدود الشمالية
من المملكة العربية السعودية وشرق المملكة الأردنية الهاشمية، وقد سخّر الله
لقبيلة ثمود النعم السابغة من مظاهر الحضارة والعمران، إلا أنهم مع كلِّ ما آتاهم
الله من نعمٍ جحدوا بذلك وكفروا بنعم الله عليهم، وأنكروا وحدانية الله، حيث إنّ
صالحاً لما أُرسل إليهم طلبوا منه أن يأتيهم بآيةٍ معجزة تثبت لهم صدقه وأنه
رسولٌ أرسله الله إليهم، فلبّى صالح لهم ذلك الطلب بأمر الله وإرادته، وأمرهم ألّا
يمسّوا الناقة بسوءٍ، ويتركوها تأكل من أرض الله وتشرب بأمر الله، فعصوا أمر
صالح ولم يمتثلوا له، فكانت عاقبتهم أن عذَّبهم الله على عصيانهم لأمر نبيه
وكفرهم بنعم الله، ونجّى صالحاً والذين آمنوا معه.
خرجت ناقة صالح – عليه السلام – من مكان إقامة قوم ثمود المعروف بدار الحِجر،
والتي تشتهر بمدائن صالح، أما موقع مدائن صالح تحديدًا فكما مرَّ في الفقرة
السابقة أنها في الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية على مشارف الحدود
الأردنية، بين المدينة المنورة ومدينة تبوك، على بعد ما يقارب٢٢ كيلومتراً إلى
الجهة الشمالية من محافظة العلا، وقد ورد ذكر تلك المنطقة “الحجر” في كتاب
الله على أنها موطن قوم ثمود، وهي المكان الذي ظهرت فيه ناقة صالح التي
أرسلها الله لهم آيةً، فعقروها فأهلكهم بعد ذلك ، وتضم مدائن صالح مجموعة
كبيرةً من الآثار الإسلامية الخالدة، كما تضم الكثير من المعالم التاريخية قبل
الإسلام وقبل الميلاد، ومن المعالم المشتهرة في مدائن صالح بعض القلاع
الإسلامية، وبعض بقايا السكك الحديدية المتبقية من سكة الحجاز، والتي تمتد
إلى ما يقارب ١٣ كيلومتراً، وكذلك المحطة والقاطرات.
صالح -عليه السلام- ثاني أنبياء العرب، وكان بعد هود -عليه السلام-: (وَاذْكُرُوا إِذْ
جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ) (الأعراف:٧٤).
ناقة صالح |بقلم اللواء أشرف فوزى