متابعة : سوزان مصطفى
أصدر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة قراراً بإطلاق إسم الشيخ محمد صديق المنشاوي
(رحمه الله) المتوفى سنة ١٩٦٩
وأحد أهم اللذين اتميزوا بجدارة في التلاوة المصرية للقرآن الكريم على المسابقة العالمية الثامنة والعشرين للقرآن الكريم
والتي سيتم إنعقادها في القاهرة خلال الفترة من 11 وحتى 15 ديسمبر المقبل.
وذكر وزير الأوقاف – في بيان صحفي أن: إطلاق إسم الشيخ محمد صديق المنشاوي على المسابقة العالمية الثامنة والعشرين
يأتي في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالقرآن الكريم وإكرام حفظته وإحياء دولة التلاوة المصرية،
مثمنا تفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بوضع المسابقة العالمية الثامنة والعشرين لحفظ للقرآن الكريم تحت رعايته،
مؤكداً على أن هذه الرعاية الكريمة هي إكرام لأهل القرآن الكريم
ودعم عظيم للمسابقة وتحفيز لكل المشاركين بأن تكون قدوتهم قامة من قامات تلاوة كتاب الله الكريم .
وأشار إلى أن هذه المسابقة تأتي في إطار ريادة مصر في خدمة القرآن الكريم
ونشر الفكر الوسطي المستنير، وتتضمن
_الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملًا
مع تجويده وفهم مقاصده العامة للناطقين باللغة العربية من أصحاب الصوت الحسن- بالترتيل – ( من الجنسين )، بشرط ألا يزيد سن المتقدم عن ( 35 ) عامًا ،.
_والفرع الثاني : حفظ القرآن الكريم كاملًا وتجويده للناطقين بغير اللغة العربية ( من الجنسين )
بشرط ألا يزيد سن المتقدم عن (30) عامًا، والفرع الثالث: حفظ القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة
– من المصريين فقط – بشرط ألا يزيد سن المتقدم عن ( 30 ) عامًا، والفرع الرابع: حفظ القرآن الكريم مع تجويده للناشئة – من المصريين فقط –
بشرط ألا يزيد سن المتقدم عن ( 12 ) عامًا.
تحدث وزير الأوقاف ذاكراً، أن جوائز المسابقة وقيمتها مليونا ومائة ألف جنيه، سيتم توزيعها على النحو التالي
1_ : الفرع الأول : الفائز الأول 180 ألف جنيه ، والفائز الثاني 120 ألف جنيه ، والفائز الثالث 100 ألف جنيه ، أما جوائز الفرع.
2_الثاني 300 ألف جنيه وتوزع كالتالي : الفائز الأول 150 ألف جنيه ، والفائز الثاني 100 ألف جنيه ، والفائز الثالث 50 ألف جنيه.
3_الفرع الثالث 80 ألف جنيه وتوزع على النحو التالي : الفائز الأول 50 ألف جنيه ،
والفائز الثاني 30 ألف جنيه ، أما جوائز الفرع الرابع 80 ألف جنيه وهي كالتالي
: الفائز الأول 50 ألف جنيه ، والفائز الثاني 30 ألف جنيه ، أما جوائز فرع الأئمة : 50 ألف جنيه للفائز الأول ،
أما عن
_فرع الواعظات: 50 ألف جنيه للفائزة الأولى إضافة إلى (140) ألف جنيه جوائز تشجيعية لأفضل المتسابقين
من غير الحاصلين على المراكز المحددة في كل فرع بشرط حصول المتسابق على 75% كحد أدنى في المسابقة ،
ليصبح إجمالي قيمة الجوائز مليون ومائة ألف جنيه.
وتكون المشاركة في المسابقة من خارج جمهورية مصر العربية عن طريق الدعوات الرسمية التي سترسلها الوزارة للمؤسسات الدينية عبر وزارة الخارجية المصرية
، أما المشاركة من داخل مصر فسوف يتم الإعلان عنها وعن ضوابط التقدم للمشاركة فيها لاحقًا .
ويُعد الشيخ المنشاوي (20 يناير 1920 – 20 يونيو 1969) قارئ قرآن مصري وأحد أعلام هذا المجال البارزين والمشهورين على مستوى العالم الإسلامي
، وأحد روّاد التلاوة المتميزين بتلاوته المرتلة والمجوَّدة وسجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم
وكان قارئاً في الإذاعة المصرية وتوفي مبكراً إثر معاناته من مرضه وتوفي عن عمر يناهز 49 عامًا.
وعن نشأته.. فقد ولد الشيخ محمد بمدينة المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج في جمهورية مصر العربية،
وأتمم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره؛ حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن
فأبوه الشيخ صديق المنشاوي وجده تايب المنشاوي
وجد والده كلهم قرّاء للقرآن وفي أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته منهم شقيقه محمود صديق المنشاوي.
وجاء تأثره بوالده كداعماً له لوصوله إلى تلك المرتبة التي وصل إليها من إجادته للترتيب والتجويد للقرآن الكريم
والذي تعلم منه فن قراءة القرآن الكريم، فأصبحت هذه العائلة رائدة لمدرسة جميلة منفردة بذاتها في تلاوة القرآن
وأصبح بإمكاننا أن نطلق عليها (المدرسة المنشاوية) ورحل إلى القاهرة مع عمه القارئ الشيخ أحمد السيد
فحفظ هناك ربع القرآن في عام 1927 ثم عاد إلى بلدته المنشاة
وأتم حفظ ودراسة القرآن على مشايخ مثل محمد النمكي ومحمد أبو العلا ورشوان أبو مسلم الذي كان لا يتقاضى أجرًا على التعليم.
ويعتبر المنشاوي صاحب بصمة خاصة في التلاوة فهو يتميز بصوت خاشع ذي مسحة من الحزن فلُقِّب الشيخ محمد صديق المنشاوي بـ”الصوت الباكي”.
وكانت رحلته مع التلاوة قد بدأت بتجواله مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة،
حتى أُتيحت له الفرصة كي يقرأ منفردًا في ليلة من عام 1952 بمحافظة سوهاج،
ومن هنا أصبح إسمه مترددًا في الأنحاء وذاع صيته بين عالم القُراء.
وقام بتسجيل القرآن الكريم كاملًا في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بـالإذاعة المصرية،
وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي وله أيضًا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى
والكويت وسوريا وليبيا وتلى القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام في مكة المكرمة
والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس
وزار عددًا من الدول الإسلامية كالعراق وإندونيسيا وسوريا والكويت وليبيا وفلسطين والمملكة العربية السعودية.
وزادت شهرته ولقي قبولًا حسنًا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك
، إضافة إلى إتقانه لـمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية.
ومن البلاد التي حلي منها على أوسمة هي أوسمة عدة من دول مختلفة،
كإندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان وكان على رأس قراء مصر في حقبة الخمسينيات من القرن العشرين مع القراء أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وغيرهم من القراء
وما زالوا إلى يومنا هذا على رأس القراء لما كان عندهم من رونق في صوتهم جعلهم يحرزون المراتب الأولى بين القراء.
وقال عنه إمام الدعاة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي:
«أنه ورفاقه الأربعة مقرئون؛ الآخرون يركبون مركبًا ويبحرون في بحر القرآن الكريم،
ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله -سبحانه وتعالى- الأرض ومن عليها».
وأخيراً وفي عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن الكريم
حتى رحل عن الدنيا في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ الموافق 20 يونيو 1969.
وزارة الأوقاف :إطلاق إسم الشيخ المنشاوي على مسابقة القرآن الكريم العالمية ال 28