متابعة : سوزان مصطفى
نستقبل مع مساء يوم غدٍ الأربعاء، غرة شهر ربيع الأول لعام 1443 هجرياً
، وفي شهر مولد الرسول صلى الله عليه وسلم كشف الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء،
سر مقولة المصريين “النبي قبل الهدية”، وذلك خلال إجابته عن سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر على صفحة التواصل الاجتماعي “فيس بوك”،
تقول صاحبته: أخي أخذ نصيبه من ورث أبيه لكنه يمضي على إيصالات أمانة أقوم أنا وأختى بسدادها عنه رغم امتلاكه محلاً ومع ذلك فوجئنا بمن يطالب بديون أخرى فهل نقضي عنه؟
ذكرى المولد النبوي
قال الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن القضاء عن أخيكِ ليس فرضاً وليس واجباً
وإنما من قبيل صلة الرحم والحفاظ عليه والخوف من أن يدخل السجن نتيجة تصرفه غير المسؤول، مشدداً على أن السداد يكون بقدر الاستطاعة.
ولفت وسام في إجابته على السائلة إلى أن مقولة المصريين”النبي قبل الهدية” لها طرفة جميلة
حيث كان أحد الرجال يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم حاملاً شيئا مما يحبه صلى الله عليه وسلم فيقبلها
وذات يوم جاء الديّانة إلى الرسول طالبين أموالهم التي اشترى بها الرجل فأخبرهم النبي بأنه لا يعلم شيئا عن الأمر
فأخبروه صلى الله عليه وسلم بأن الرجل كان يأتي بتلك الأشياء وكأنها طلب للنبي ولا يدفع شيئا،
فضحك النبي وقال اقضوا عنه دينه، وذلك كان محبة للنبي الأكرم.
حكم الإحتفال بـ ذكرى المولد النبوي
ومن الأمور التي اعتاد المسلمون عليها كل عام ما يصدر من قبل بعض المتشددين من تحريم الاحتفال بذكرى المولد النبوي
خاصة وأنه لم يسبق أن ورد عن النبي أو صحابته المقربين أن أقاموا مثل هذه الاحتفالات الأمر الذي تواجهه المؤسسات الدينية كل عام بالتشديد على عدم صحة هذه الأمور
وبيان أن النبي كان أول من احتفى بذكرى مولده من خلال بيان سبب صيامه ليومي الإثنين والخميس، حيث قال عن الإثنين ذلك يوم ولدت فيه.
وقالت دار الإفتاء، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به
، وشكرٌ لله تعالى على هذه النعمة. وهو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه.
وأضافت الإفتاء، في إجابتها عن سؤال: «ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟»،
المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي: أن يقصد به تجمع الناس على الذكر،
والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛
إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.
واستدلت دار الإفتاء بما روي عن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال:
خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله،
إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:
«إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه الترمذي، موضحة: فإذا جاز ضرب الدُّفِّ فرحًا بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سالِمًا
، فجواز الاحتفال بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم للدنيا أولى.