متابعة : سوزان مصطفى
يعد مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهم التواريخ التي يبحث عنها الكثيرون الآن
ليس فقط لأنه -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء
والمرسلين والحبيب المصطفى من رب العالمين، ولكن لأن مولده شهد كثير من البركات والمعجزات،.
لذا يعد مولد النبي من أعظم المناسبات الدينية، وفرصة للتقرب من الله سبحانه وتعالى، لا ينبغي تفويتها
حيث لا يمكن تعويض فضل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بما يطرح السؤال عن هل ولد النبي يوم الاثنين
وهل ولد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم – وقت الفجر باعتباره أحد الأسرار التي قد لا يعرفها الكثيرون.
هل ولد النبي يوم الاثنين وقت الفجر؟
فقد ورد في ذلك أنه قد ولد النبى المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- فى يوم الاثنين بلا خلاف
والصحيح أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، والراجح الذى عليه الأكثرون من المؤرخين وأهل العلم
أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم كان لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول،
وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى
مولد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى -صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان ذلك فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة
وكانت ولادته فى شعب أبى طالب بمكة المكرمة.
فيما روى الإمام مسلم فى «صحيحه» عن أبى قتادة الأنصارى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين
فقال «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت -أو أنزل علي- فيه»، وقال الإمام محمد بن إسحاق
كما حكاه عبد الملك بن هشام “السيرة النبوية” (1/ 158، ط. الحلبي)
[ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل]،
وقال الحافظ ابن كثير فى “البداية والنهاية” (3/ 374، ط. دار هجر):
[وهذا ما لا خلاف فيه أنه ولد صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين.
إذاً متى ولد النبي محمد بالهجري؟
ورد في ذلك أن المولد النبوى الشريف هو أعظم إطلالة للرحمة الإلهية على البشرية
جميعها وهو ما عبر عنه القرآن الكريم فى قوله
سبحانه وتعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وهذه الرحمة لم تكن محدودة
فهى تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط
المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان
بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره
قال تعالى: «هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم».
ويأتي راي جمهور العلماء ليجمعوا على أن ذلك كان فى شهر ربيع الأول؛
فقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لثنتى عشرة خلت منه
نص عليه ابن إسحاق، ورواه ابن أبى شيبة فى “مصنفه” عن عفان، عن سعيد بن مينا،
عن جابر وابن عباس رضى الله عنهما أنهما قالا: “ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفيل
يوم الاثنين، الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعث، وفيه عرج به إلى السماء
وفيه هاجر، وفيه مات”. وهذا هو المشهور عند الجمهور].
رأي الفقهاء
و اتفق الفقهاء على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وُلِد في يوم الاثنين
واتفقوا أيضًا أنه وُلد في عام الفيل، ورجَّح جمهور العلماء أنه ولد في شهر ربيع الأول.
ولكن اختلف الفقهاء في رَقْم ذلك اليوم الذي وُلد فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم
من شهر ربيع الأول، ونقل الحافظ ابن كثير
العديد من الأقوال المتباينة في تحديد ذلك اليوم؛ فذكر منها:
اليوم الثاني، واليوم الثامن، واليوم العاشر، واليوم الثاني عشر، واليوم السابع عشر، واليوم الثاني والعشرين.
وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل في رقم يوم ميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم
فقالت: ذكرى المولد النبوي الشريف – على الرأي الراجح – يوم 12 ربيع الأول.
في أي سنة ميلادية ولد الرسول ؟
قال الشيخ صفي الدين المباركفوري في كتاب “الرحيق المختوم”
“ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة
في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان
ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571م
ويُقدِّرُ أهل السِّيَرِ ميلادَ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِشهرِ نيسان أو أبريل لعام خمسمئةٍ وواحد وسبعينَ ميلاديَّة”.
نسب الرسول عليه الصلاة والسلام
فهُوَ أَبو القَاسِم محمَّد بن عبد الله بن عبد المطَّلب بن هَاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّةَ بن كَعْب بن لُؤَيّ بن غالِب بن
فِهْر
بن مالِك بن النَّضْر بن كِنَانَة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلْيَاس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عَدنان
ويختِمُ اسمُ قبيلَتِه قُريش، وممَّا وَرَدَ في أصلِ قُريشَ قيلَ إنَّهُ فِهرٌ وهو الأكثر صحَّة، وقيلَ إنَّ قُريشًا هو النَّضَرُ بن كنانة.
وفي هذا النَّسبِ إجماعُ الأمَّة، ويزيدُ البَعضُ في نَسبِهِ لآدَم بعدَ كِنانة آباء أوَّلهم عدنان من نسلِ إسماعيلَ عليهِ السَّلام
ثمَّ إلى نبيِّ الله هود، ثمَّ إلى نبيِّ الله إدريس، ثمَّ إلى شيث بن آدمَ ثمَّ إلى نبيِّ الله آدم عليهم جميعًا صلواتُ الله وسلامه.
أمُّ الرسول محمّد هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن كلاب، وبهِ يَلتَقي نَسَبُ آمنة بنسبِ عبد الله
وجدُّها عبدُ مناف بن زهرة سيِّد بني زهرة وأطيبهم شرفًا
وأكرمهم نَسَبًا، ومنهُ خَطَبَها عبدُ المُطَّلب لابنِهِ عبد الله
ليجتمِعَ كريما النَّسَبِ في زواجٍ كانت ثَمرَته مولِدُ سيِّد الخلقِ محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام.
مرضعة الرسول
ورَضعَ الرسول الكريم بعد ذلك من حليمة السَّعديَّة أمّ كَبشة حليمة بنت أبي ذُؤَيْب عبد الله بن الْحَارِث السَّعْديّة، فَلَبِثَ
في رِعايَتِها حتى أتمَّ رِضاعَتهُ، وفي رِضاعتِه منها أقوالٌ مختلفة، فقيلَ في ذلك عامين وشهر، وقيل أربع سنين
وقيل خمسٌ وشهر، فكانت تروي ما أصابها وقومها من قحطٍ وضعفٍ وجدب، حتَّى
كانوا لا يجدونَ ما يَكسر ضعفهم ولا ما يُشبع عيالهم ولا مواشيهم
ثمَّ تغيَّرت حالُهم بقدومِ الرَّضيعِ محمد عليه الصَّلاة والسَّلام، فحلَّت بهم وبأرضهم بركة ورزق وخير لم يعهدوه
فأرضعت معه ابنَ عمِّه أَبَا سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب بلبَن ابْنهَا وعبد الله أخي أُنيَسةَ، وَقيل
حُذَافة وهِي الشَّيماء، أَوْلَاد الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى بن رِفَاعَة السَّعْدِيّ، وعندها كانت حادثةُ شقِّ صدره.
ويُذكرُ أنَّه عاش يتيمًا؛ وفي موتِ أبيهِ عبد الله أقوالٌ منها: إنَّ أباهُ ماتَ والرسول الكريم جنينٌ بِبطنِ أمِّهِ
وقيل: وهو ابنُ شهرين، وقيلَ ابن أربعةِ أشهرٍ، ومنهم من
زادَ إلى سنةٍ ونصفٍ أو سنتينِ من عمرِ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام،
وفاة عبد الله
وماتَ عبد الله شابًا وهو ابن خمسٍ وعشرينَ سنةً، فَرعتهُ أمُّهُ أعوامًا قليلةً، ثمَّ ماتَت عنهُ
وعمره أربع أو ست سنينَ في رحلة عودَتِها
من المدينة، فماتت في الأبواءِ قبلَ بلوغِ مكَّة، فحَضنتهُ أمَةُ والدِهِ عبد الله واسمُها أمُّ أيمن بركة الحبشيَّة، .
حتَّى إذا كَبُرَ أعتَقَها، فكَفِلهُ جَدُّهُ عبدُ المُطَّلب وكانَ مُعمِّرًا
وماتَ عن عمر يُناهز مئة وعشر سنين عندما بلغ رَسولِ الله
ثماني سنينَ من عُمرِه، فكَفِلهُ عمُّهُ أبو طالب فضمَّهُ لأبنائه، وسارَ به في تجارتِه إلى الشَّام.
الرسول قبل البعثة ثمَّ اشتَغَلَ رسول الله في تجارةِ خديجة مع غُلامِها ميسرة
فلمَّا رأت ما كانَ من بَركتِه وأمانتِه عَرَضت عليه فتزوَّجها،
وكانت تَكبُرهُ بخمس عشرة سنة، إذ كانت تبلُغُ الأربعين من عُمرها فيما كان عمره خمسًا وعشرين،
وشَهِدَ بنيانَ الكَعبة وهو في عمر الخامسة والثلاثينَ
واستُحكِمَ في وضع الحجر الأسود وكان أهل مكة على خِلافٍ فيه، حتَّى إذا كانَ حكمه رضوا.
بعثة الرسول الكريم وبُعِثَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ نبيًا لمَّا أتمَّ الأربعين،
فآمَنت به خديجةُ، وعلي بن أبي طالب،
وأبو بكر الصِّديق، وزيد بن حارثة، ومعهم عثمانُ بن عفَّان، وطلحة، والزُّبير
وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن وقاص
وأبو عبيدة بن الجرَّاح، فأسرَّ دعوتَهُ ثلاثَ سنينَ، ثمَّ أذِنَ اللهُ لنبيِّهِ أن يُجاهِرَ دعوتَه
فلَقيَ من أذى الكفَّارِ وتصدِّيهم لِدينِه أمرًا عظيمًا
فكانَ أبو طالبٍ يذودُ عنهُ، وتخفِّفُ خديجةُ من حزنه، وتشدُّ من عزيمتِه
وما زالوا على ذلكَ حتَّى ماتا في عامِ الحزنِ.
صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هل يوم الإثنين هو موعد ميلاد النبي محمد ؟ أسرار لأول مرة