كتب / اشرف الشرقاوي
ظننت إنه الرحيل. ولكن لكل رحيلا ميعاد, ولكل اجل كتاب, وكل شيء بقدر الله ويظن البعض أن المحن
والشدائد والمرض مصائب وغضب من الله علي عبادة. ولم يدرك هذا العبد بواطن الأمور وان ظن ذلك
فهو غير مكتمل الايمان وعقيدته غير ثابتة وناقصة . لان الله لم يأتي بشر لعبادة ولم يٌرد بعبادة إلا خير.
فالمحن والشدائد والأمراض ما هي إلا منحة من الله لعبادة في الدنيا ليخفف عن ذنوبك واثقالك
حتي تلقاه طاهرا غير مثقل بالذنوب والخطايا التي قد تدخلك النار. فهذا دليل علي حب الله
لهذا العبد الذي يريد الله به خير.
فعن رسول الله صلي الله عليه وسلم
“ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه”
(رواه البخاري).وصدق رسولنا الكريم.
فالمحن والشدائد والمرض كرم وابتلاء من الله عز وجل وٌلطف بعبادة من عذاب الاخرة . فالمحن والشدائد اختبار
من الله لعبادة يختبر بها إيمانه وصبرة وامتحان لعقيدته . فأن حمد وشكر وصبر كانت له أعلي الدرجات وحطت من ذنوبه.
أليست تلك بمنحة من الله عز وجل لعبادة؟
ألم يختبر الله نبيه إبراهيم بذبح ابنه اسماعيل وكان هذا ابتلاء عظيم.
من منا في هذا الزمن يستطيع تحمل هذا الابتلاء العظيم . ونفذ سيدنا إبراهيم وهم بذبح ولدة
وماكان وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كذلك نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم صدق الله العظيم
وأصبح هذا الابتلاء العظيم الذي يظن ضعاف النفوس إنه عقاب من الله لإبراهيم . إلا انه كان منحة واختبار لإبراهيم لثباتة
وقوة إيمانه بالله وأصبح لنا عيدنا الأكبر والذي نتقرب فيه إلي الله بالأضاحي لتكون لنا خيرا في أٌخرتنا.
فأخي المسلم وأختي المسلمة ظننتـــــــــــــم إنكـــــــم امتلكتم الدنيا فالدنيا كالعطر إذا خرج من محبسة يطير فأقبض
علي الدنيا وتيقن !إن في قبضتك لن تمتلك كثير! وإن ضحكت لك الدنيا يوما قليل! فأعلم أن لتلكم الضحكة ألف تأويل .