سوزان مصطفى
قال خالد بايندا وزير المالية الأفغاني السابق، ، إن الحكومة السابقة سقطت لسبب يعود إلى مسؤولين فاسدين،
اخترعوا ما سماه بـ”الجنود أشباح” ومقابل ذلك تلقوا أموالا كثيرة من حركة طالبان ، وإن معظم قوات الجيش والشرطة،
البالغ عددهم 300 ألف في السجلات الرسمية، لم يكن لهم وجود فعلي.
وأضاف أن هؤلاء “الأشباح” أضيفوا للقوائم الرسمية لكي يزيد القادة العسكريون من رواتبهم ، واستولت طالبان سريعا
على الحكم في أفغانسان في أغسطس/آب الماضي، بالتزامن مع سحب الولايات المتحدة قواتها،
بعد عشرين عاما من الوجود هناك.
وتابع قائلا الذي استقال من الحكومة وترك أفغانستان مع تقدم طالبان، قائلا إن السجلات التي أظهرت أن قوات الأمن فاقت
في عددها الحركة لم تكن سليمة.
وقال المسؤول الأفغاني “عندما تسأل مسؤولا في مقاطعة ما عن عدد قواته، وتحسب بناءا على هذا الرواتب
والحصص التموينية، ستجد أن الأرقام دائما متضخمة”.
ويزعم بايندا أن الأرقام كانت مبالغة بما يزيد على ستة أمثال، وشملت “الهاربين والشهداء الذين لم يعرف مصيرهم”،
مضيفا أن بعض القادة العسكريين احتفظوا ببطاقات البنوك لهؤلاء وصرفوا رواتبهم.
وفي عام 2016، زعم تقرير للمفتش العام الأمريكي الخاص بإعادة الإعمار في أفغانستان أنه “لا الولايات المتحدة ولا حلفاؤها
الأفغان يعلمون كم عدد قوات الشرطة والجيش الأفغاني على وجه التحديد، وما عدد القوات الجاهزة للقيام بمهامها المعروفة،
أو بالأحرى، ما هي القدرات العملياتية الحقيقية لها” ، وجاء في تقرير أحدث أن هناك “مخاوف جدية بشأن الآثار المدمرة للفساد
… ودقة البيانات المشكوك فيها حول الحجم الفعلي للقوة”.
وأكد أن الجنود الذين كانوا موجودين بالفعل لم يتلقوا رواتبهم في الوقت المحدد في كثير من الأحيان، بينما كان قادة ميليشيات
مدعومة من الحكومة “يتقاضون المال مرتين”، إذ يأخذون رواتبهم الحكومية،
ثم يقبلون أيضًا بأموال من طالبان للاستسلام دون قتال.
وأردف بايندا: “كان الشعور العام أننا لا نستطيع تغيير هذا، هذه هي الطريقة التي يعمل بها البرلمان،
وهذه هي الطريقة التي يعمل بها المحافظون” وإنه لا يعتقد أن الرئيس الأسبق أشرف غني “فاسد ماليا”. وردا على اتهامات
بالفساد داخل وزارة المالية، قال بايندا “أتفق مع ذلك إلى حد ما ولكن في هذه القضايا لا أوافق على الإطلاق” وأن الغرب كان
“جزءًا من” بعض الإخفاقات في أفغانستان، واصفا تدخل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في البلاد بأنه “
فرصة عظيمة ضائعة”.