الكاتبة : نهى حمزه ولكن هكذا و لأن
السير في هذا الدرب الكريم
نواصل فى ليلة الجمعة وقبل صلاة الفجر هذه المرة السير في هذا الدرب الكريم . ولكن هكذا و لأن
درب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستكمال سلسلة بلغوا عني ولو آية والإبحار مع تلك النفحات الايمانية
سائلين المولى عز وجل أن يتثبله منى بقبول حسن وبعذر ضعفي البشري على قدر هذا العقل الذي أودعه الخالق في رأسي
إجتهدت كما أمرني أن أتدبر كل أمر لا أغفل عن العقل شيئاً.
سورة المدثر
حطت بي رحال قرآتي القرآنية … وكالعادة …. دون ترتيب ودون تقصد لسورة أو آية محددة
ومصيبنا هذه الجمعة سورة المدثر … وأنا أعتبره إختيار من الله تعالى ،
فما يطرق عقلى أبدأ به مباشرة ، وبدأت في قراءة سورة المدثر ، وإستوقفتنى عدة آيات .
رغم أن كل السورة تستهدف معنى واحد إلا أن هذه الآيات كأني أراها تؤكد معنى مكروه ومذموم ( العناد ) بالمعنى السلبي .. وسنفصل.
الآيات : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا *
كل المفسرين أجمعوا أن هذه الآيات نزلت فى شأن الوليد بن المغيرة المخزومي الذي عرف بالعناد
وكأنه كان فى مبارزة مع الله ورسوله فاستحق الذم من الله
فالله سبحانه وتعالى قد أغدق عليه من كل النعم .. القوة , الجاه , المال والبنين .. وفر له كل أسباب السعادة في الحياة … هى نعم كبيرة .
وظل الله يعطيه حتى إنقادت له مطالبه فنال كل ما يشتهي ومع كل هذه النعم
التي تستوجب منه الحمد والثناء والشكر لرب العالمين طمع في المزيد بأن ينال نعيم الآخرة كما نال نعيم الدنيا ,
وليت كان الأمر هكذا فقط فمن الممكن ان يكون عند الله هين
لكنه كان عنيداً مع الله ورسوله وأعرض وتولى عن آيات الله ودعوة نبيه المرسل من رب العزة والجلال
ولم يكتفى برفضها بل حاربها وسعى في إبطالها … هذا هو العناد الفاجر.
التأمل في الآيات الكريمة
ونخرج من هذه الآيات الكريمة بعبر تكون لنا منهج ونور فى الحياة فلو تأملنا الآيات كلها
نجدها تتحدث عن العناد وكيف وقف سداً منيعاً يحجب ويمنع وصوله للهداية .
أبطل العناد الفطرة البشرية التي توجه فى طريق الخير والهداية فلم يهتدي لنور الله في قلبه
وهنا نقول إعطي نفسك بعض الوقت لمراجعة النفس مهما كنت منساقاً أو مقتنعاً بأمر ما .
عود نفسك أيها الإنسان على المراجعة والمحاسبة وفي كل مرة ستجد ما غفلت عنه من فبل .
ألا ترون أن الله سبحانه أغدق على الوليد ابن المغيرة فوق ما يتمناه أى إنسان من نعم
وعندما عاند وزاد فى عناده تركه لأفاعى الإثم تلتف حول رقبته حتي يكون ذنبه على قدر عناده لله ورسوله .
أنصحكم وأنصح نفسى إيانا والعند .. فمن يعاند انا يعاند نفسه .. العناد السلبي آخره تهلكه , فلنحاسب ونراجع أنفسنا ونستغفر الغفور الرحيم ولكن هكذا و لأن
ولكن هكذا و لأن