بقلم:اسلام سليم مكاوى
هو سبط رسول الله –صلى الله عليه وسلم، وريحانته من الدنيا، وابن أحب بناته إلى قلبه فاطمة الزهراء رضي الله عنها،
وهو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أبو عبد الله القرشي الهاشمي،
أحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً جماً،
حيث رُوي عنه أنّه قال عن الحسن والحسين رضي الله عنهما: هذان ابناي، من أحبَّهما، فقد أحبَّني،
وروى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “أنَّ الحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة* وفيما يأتي بيانٌ لبعض صفات الإمام الحسين رضي الله عنه:
كثرة الطاعات والعبادات: حيث وُلد الإمام الحسين رضي الله عنه في المدينة المنورة، وتربّى في بيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم،
وفي بيت والده علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ونشأ منذ نعومة أظفاره على الأخلاق الحميدة، والعلم النافع الذي كان يتلقّاه
في المسجد النّبوي الشّريف،
فكان كثير العبادات والطاعات، حتى رُوي أنّه حجّ خمسة وعشرين مرةً ماشياً على قدميه،
وقد شهد بيعة أبيه للخلافة، وقاتل معه الخوارج، وكان في جيشه في موقعة الجمل وصفين.
الإحسان إلى الفقراء والمساكين: كان من صفات الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه- الإحسان للفقراء والمساكين
، وقد نقل الإمام الطبراني في كتاب مكارم الأخلاق أنّ زوجة الإمام الحسين بن علي بعثت
له في أحد الأيام تُعلِمه بأنّها صنعت له طعاماً وطيباً،
وتخبره بأن يُحضر من شاء إلى ذلك الطعام، فدخل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه إلى المسجد وجمع المساكين،
وذهب بهم إليها، فأتاها جواريها وقلن لها: والله لقد جلب عليك المساكين،
ثم دخل الإمام الحسين على زوجته وقال: “أَعزِمُ عليكِ لما كان لي عليكِ من حقٍّ أن لا تدَّخرِي طعاماً،
ولا طيباً”، ففعلت، فأطعمهم وكساهم وطيّبهم.
ومن المواقف التي تدل على تواضع الإمام الحسين رضي الله عنه وعطفه على المساكين،
ما رُوي عنه أنّه مرّ في أحد الأيام راكباً على مساكين يأكلون الخبز، فسلم عليهم،
فدعوه للطعام، فقرأ قول الله تعالى: لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا”، ثم نزل فأكل معهم،
ثم قال لهم: “قد أجبتكم فأجيبوني” ،
فذهبوا معه إلى منزله، حيث أطعمهم وكساهم، ثمّ انصرفوا،
وكان رضي الله عنه حبيباً لرسول الله حتى قال جدّه صلّى الله عليه وآله فيه:
«حسين مني وأنا من حسين أحبَّ الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط».
وخرج النبي صلّى الله عليه وآله من بيت عائشة فمرّ على بيت فاطمة عليها السلام فسمع حسيناً يبكي فقال:
«ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني»
وكان النبي صلّى الله عليه وآله إذا رأى الإمام الحسين مقبلاً قبله ورشف ثناياه وقال: «فديت مَن فديته بابني إبراهيم»
وكفى في مقامه أن رسول الله صلّى الله عليه وآله الذي اختاره الله من الأولين والآخرين
فدّاه بنفسه وأن الله تعالى خيّره بينه وبين ابنه إبراهيم فاختاره عليه وفداه بابنه إبراهيم فكان ذلك جزاء للإمام الحسين
الذي قدّم كل ما أعطاه الله لابقاء ثمرة حياة الرسول صلّى الله عليه وآله وما أرسل به وما أنزل عليه.
وكان رضي الله عنه يقول: نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، من جاد ساد، ومن بخل ذل،
ومن نفس عن أخيه كربه من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن أحسن أحسن الله إليه والله يحب المحسنين،
ما أحوجنا إلى هذه القيم والمبادئ التي أصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل بيته حقاً وصدقا
فهم معين الشاربين جميعهم، وعيون ري مسكهن ختام.
وختاما إن باب الحسين في مصر أضحى خير باب سعت له الأقدام ومهما تحدثنا عن الإمام الحسين
فلن نوفيه شئ من حقه رضي الله عنه فهم رجال لايستطيع القول فيهم أن يفي إن البحار لذكرهم لمداد.