متابعة | سوزان مصطفى
قدم التجديد الأخير لإحدى المجموعات التابعة لمتحف التاريخ الطبيعي المرموق في فيينا للقائمين على المعرض إختباراً جديداً
لكيفية عرض المجموعة الهائلة من البقايا الطبية البشرية والتي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من قرنين دون تجاوز الخطوط الحمراء
الحديثة للأخلاق والحسن. وتم تصميم المجموعة المكونة من حوالي 50000 جزء من جسم الإنسان لأول مرة في عام 1796
للمساعدة في تدريب طلاب الطب .وفي عالم اليوم تثير هذه المعارض البشعة أسئلة صعبة حول ما إذا كان الصالح العام يفوق القضايا
الأخلاقية مثل الكرامة الإنسانية والسلطة والاستغلال وموافقة هؤلاء – الذين من المسلم بهم أنّهم ماتوا منذ زمن طويل – المعروضين للجميع.
ويقول أمين المعرض إدوارد وينتر :”نحاول تجنب التلصص من خلال إعطاء أكبر قدر ممكن من الشرح” ،مشيراً إلى أنّ التصوير داخل صالات العرض غير مسموح به.وقال وينتر إنّه يأمل عندما يواجه رواد المتحف “كبد يبلغ وزنه 30 كيلوغراماً … فإنّهم سيدركون ما يمكن أن يفعله الكحول بجسم الإنسان “.ويمكن للزوار الفضوليين أيضاً التعرف على تأثيرات الفيروسات على الجسم أو شكل إصابات الحروق في الأوعية الدموية. يمكنهم النظر إلى الأعضاء البشرية والجماجم وأجزاء الجسم – وهي المعروضات التي تقصرها بعض البلدان الأخرى على الباحثين.وبالنسبة لمؤيديها فإنّ التثقيف حول الإستقصاء العلمي للمرض وصحة الإنسان يعني أن الوصول إلى المجموعة يصب في المصلحة العامة.
وتقول كاترين فولاند مديرة المعرض: “سيواجه الجميع المرض يوماً ما”.وتضيف: “يأتي بعض الناس لأنّهم هم أنفسهم متأثرون بمشكلات صحية معينة بينما يريد آخرون معرفة المزيد عن كيفية تقدم العلم”.وأعيد إفتتاح المعرض للجمهور في سبتمبر مع عرض جزء فقط من أكبر مجموعة علم الأمراض التشريحية المتاحة للجمهور في العالم في المتحف الذي تم تجديده.
وقال مدرس الأحياء كريستيان بيفي خلال زيارة قامت بها وكالة فرانس برس مؤخراً للمتحف: “كنت أعرف المعرض السابق لكن المعرض الحالي أفضل بكثير لأنّ كل شيء موصوف وهناك المزيد من المعلومات”.وأضاف بيفي الذي كان يقود مجموعة من المراهقين حول المتحف :”إنّ فصله يمكن أن يأخذ المعلومات بشكل أفضل من المعروضات أكثر من الكتب المدرسية”.