متابعة : ندى طارق
صرح شيخ الأزهر أحمد الطيب، من يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم بأنه لا يفقه في الإسلام،
مؤكدا أن المعايدات والتهنئة بالأعياد من البر.
وأكد شيخ الأزهر في مجلة “صوت الأزهر” من خطابات تضليل الناس، ومحاولة الإيقاع بين المسلمين وغيرهم،
مشيرا إلى أن هذه الخطابات التي لا يعرفها الإسلام تريد أن تختطف عقول الناس، وتضللهم.
وأضاف: “تحريم تهنئة المسيحيين فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة، وهو فكر لم تعرفه مصر
قبل سبعينيات القرن الماضي؛ فمنذ السبعينيات حدثت اختراقات للمجتمع المصرى مست المسلمين والمسيحيين،
وهيأت الأرض لأن تؤتى مصر من قبل الفتنة الطائفية، وتبع هذا أن التعليم الحقيقى انهار، والخطاب الإسلامى انهار أيضا،
وأصبح أسير مظهريات وشكليات وتوجهات، هؤلاء كانوا غير مؤهلين، وفاقدين لثقافة الإسلام فى هذا الجانب،
وغير مطلعين على هذه الأمور، وكانوا يسعون إلى نشر مذاهب يريدون من خلالها تحويل المسلمين
إلى ما يمكن أن نسميه شكليات فارغة من جوهر الإسلام الحقيقى، وأصبح عندنا ما يمكن أن نطلق عليه “كهنوت إسلامى جديد”،
بحيث إن أي مسلم لا يستطيع أن يقدم خطوة إلا إذا بحث عن هل هذه الخطوة حلال أم حرام؟”.
وأكد شيخ الأزهر، أن الأديان السماوية رسالة سلام إلى البشر والحيوان والنبات والطبيعة بأسرها،
كما أن الإسلام لا ينظر لغير المسلمين من المسيحيين واليهود إلا من منظور المودة والأخوة الإنسانية،
وهناك آيات صريحة فى القرآن تنص على أن علاقة المسلمين بغيرهم من المسالمين لهم – أياً كانت أديانهم أو مذاهبهم –
هي علاقة البر والإنصاف.
وشدد الإمام الطيب، على أن المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات، ولا محل ولا مجال أن يطلق
على المسيحيين أنهم أهل ذمة، لافتا إلى أن مصطلح الأقليات لا يعبر عن روح الإسلام ولا عن فلسفته،
وأن مصطلح المواطنة هو التعبير الأنسب، والعاصم الأكبر والوحيد لاستقرار المجتمعات،
وأوضح أن المواطنة معناها المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين جميعا، بخلاف مصطلح الأقليات
الذي يحمل انطباعات سلبية تبعث على الشعور بالإقصاء، وتضع حواجز نفسية تتداعى
وتتراكم فى نفس المواطن الذي يطلق عليه أنه مواطن من الأقليات.