متابعة : سوزان مصطفى
نشرت الدكتورة هايدي فاروق، كبير مستشارين بمركز القانون والعولمة GLC بجامعة رينمين البحثية في الصين،
مساء الأحد، صورًا، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قالت إنها التقطت عبر الأقمار الصناعية
وفيها يظهر “تسرُّب كميات ضخمة (غير محسوبة) من المياه أسفل سد النهضة”.
ونشرت “هايدي فاروق” على صفحتها أنها راجعت هذه الصور مع ثلاثة من المتخصصين، الذي أشاروا
إلى أنها “تؤكد وجود ظاهرة Seepage أو تسرب المياه”، وأن هذه الظاهرة “تخلق فيها المياه ذات الضغط العالي
بالبحيرة قنوات تحت الأرض للتسرب إلى مجرى النهر في اتجاه سد الروصيرص (السودان)”.
وقالت ان الصور التي رصدتها “تؤكد وجود فوالق عدة تحت البنيان الخرساني لسد النهضة كافية لمرور
كميات ضخمة من المياه في اتجاه مجري النهر أو في اتجاه طبقات المياه الجوفية”، مضيفة أن هذا التسرُّب “
يشكل خطورة على أمان سد النهضة ويزيد من فرص انهياره”.
تابعت” الإخبارية عاجل” ما قالته الدكتورة هايدي فاروق حينما سؤلت عن مصدر الصور المنشورة،
فقالت إنها حصلت عليها من خلال قمر صناعي صيني متخصص في رصد أعماق البحار ومواقع المخاطر والمياه عمومًا.
وباتباع الإخبارية عاجل” لآراء المتخصصين في مجال الاستشعار عن بُعد والذين بدورهم تشككوا
في قدرة الأقمار الصناعية التقليدية على رصد التسرُّب تحت سطح الأرض.
وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي،
إن تسرُّب مياه البحيرات الطبيعية والصناعية، ومنها الناشئة عن إقامة السدود، أمر طبيعي،
وإن كمية المياه المتسرِّبة تختلف من موقع إلى آخر
واضاف الدكتور “شراقي” أن تقدير كميات المياه المتسربة أول دراسة يجب إجراؤها قبل إنشاء سد في أي مكان بالعالم؛
فلو كان موقع المشروع به تشققات كبيرة ونسبة التسرب عالية فالمنطقة لا تصلح لأن تكون بحيرة؛ “
ماينفعش تبقى خزان والمياه تتسرب منها”.
وبالتطبيق على حالة سد النهضة، قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية إن حدوث تسريب بموقع بحيرة تخزين سد النهضة “
أمر متوقع”؛ نظرًا لوجود تشققات في باطن الأرض؛ لكن حجم وكمية هذه التشققات والمياه المتسربة إليها غير معلوم،
ويصعب التعرف عليها بالأقمار الصناعية التي تتعامل عادة مع سطح الأرض،
وبخاصة في منطقة صخرية صلبة كالتي يقام عليها السد واسترسل موضحا دكتور شراقي
قائلا هناك دراسات كان يفترض إجراؤها على الأرض قبل بداية إنشاء السد، كما يحدث في أي مكان بالعالم،
إلى جانب دراسات الفاقد من البخر والنماذج الرياضية للتخزين والتشغيل”.
وأضاف أنه من المتوقع استمرار هذا التسريب خلال مرحلة تخزين المياه في البحيرة؛ حتى تمتلئ هذه التشققات بالطمي.
هذا وقد استبعد “شراقي” أن يكون لتسرُّب المياه إلى باطن بحيرة التخزين تأثيرًا ملحوظًا