متابعة : سوزان مصطفى
كان قد عم غضب في لبنان على أثر إحراق مكتبة لثمانيني مشرد في بيروت، وسلطت وسائل الإعلام المحلية اللبنانية الضوء على صاحب المكتبة، خصوصا أنه رفض عروضا كثيرة لنقله إلى أي مأوى والتخلي عن بيع الكتب في البرد القارس.
وكان قد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً للنيران وهي تأكل الكتب، ولاقى المقطع تعاطفا كبيرا مع الحادث المؤلم لكون المكتبة كانت تمثل متنفسا ثقافيا لمدينة بيروت، التي تعيش أزمات اقتصادية خانقة.
فهذا الرجل هو لا يكتف برفض مد يده لأحد، بل يرفض تسعير الكتب التي يعرضها، ودائما يردد عبارة “خود الكتاب اللي بيعجبك، وإذا معك ادفع، وإذا ما معك ما تدفع”.
وقال المغربي في أحد لقاءاته الصحافية: “لا يهمني المال، فمن يطلب كتابا ولا يحمل نقودا أقدمه إليه بكل سرور، ما يهمني ألا تندثر القراءة، وألا ينقطع حبل الثقافة”.
أنه المغربي المثقّف والمتعلّم، وهو خريج جامعة القاهرة، وقد درس هندسة مدنية 12 عاماً، وألّف (كتاب) “قانون الاقتصاد في العمارة الحديثة”. ويتكلّم باللهجة المصرية، لكنّه لبناني الأصل ومن أبناء كفرشوبا، وفق ما يقول.
وقبل ذلك كان قد زار وزير الثقافة اللبناني، محمد المرتضى، المكتبة وصاحبها، البالغ من العمر 82 عاما. وعبر عن احترامه له وللمكتبة التي أقدم على إنشائها تحت جسر الفيات، متعهدا بتحسين أوضاعه.
