متابعة | سوزان مصطفى
قام فريق من الباحثين الذين يعملون في مشروع وارسو مومياء بدراسة مومياء “السيدة الغامضة” المصرية بتحديد كيفية
حفظ الجنين في رحمها لأكثر من 2000 عام.وأكتشف الفريق الجنين الصيف الماضي بإستخدام ماسح التصوير المقطعي المحوسب ونشر نتائجه في مجلة العلوم الأثرية.وفي هذا الجهد الجديد كشفوا عن أسباب بقاء الجنين على قيد الحياة ونشروا متابعة في نفس المجلة.وخلال دراستهم للمومياء في الصيف الماضي وجد الباحثون أنّها لم تكن حاملاً وقت وفاتها فحسب بل كانت أيضاً عضواً في مجتمع طيبة. كما تم تحنيطها بعناية شديدة وتزيينها بالتمائم.وكما قدروا أنّ عمرها يتراوح بين 20 و 30 عامًا عند وفاتها وكان عمر الجنين ما بين 26 و 30 أسبوعاً.ويبقى الإكتشاف هو الحالة الوحيدة التي تم العثور عليها لمومياء حامل محنطة.
وفي هذا الجهد الجديد لاحظ الباحثون أنّه من غير المعروف مكان إكتشاف المومياء أو متى.وتم العثور عليها من قبل شخص نقلها خارج مصر عام 1826.ولم يعرف أحد حتى الصيف الماضي عن الجنين في رحمها. ووتم إجراء بحث سابق على جسدها بإستخدام الأشعة السينية لكنّهم فشلوا في إظهار الجنين لأنّ عظامه قد تمعدن.وأظهر إلقاء نظرة فاحصة على المومياء وجنينها أنّها لم تموت أثناء الولادة.ووجدوا أيضاً أنّ المومياء محفوظة بالناترون وهو نوع من الملح الموجود في قاع البحيرات الجافة.
وعند إستخدامه لتحنيط الجثة فإنّه يجفف الجسم ويعمل أيضاً كمطهر ويمنع البكتيريا من أكل البقايا بحيث بقي الجنين بمنأى عن أولئك الذين حنطوا الرفات مما أبقى الرحم نقياً.وفي ظل هذه الظروف وجد الباحثون أنّ مستويات الأس الهيدروجيني في الدم تنخفض مما يجعل الدم في الجنين أكثر حمضية مع إرتفاع تركيزات الأمونيا وحمض الفورميك مما أدى إلى تمعدن العظام.ولأنّ الرحم ظل مغلقاً بإحكام فقد تم تخليل الجنين مما يحافظ عليه مع أمه لأكثر من 2000 عام.ومع ذلك،ما زال الباحثون لا يعرفون لماذا أختار المحنطون ترك الجنين في الجسم بعد إزالة جميع الأعضاء الأخرى.