متابعة: سوزان مصطفى
لقد مرت 27 عاماً منذ أن حدد الجيولوجي ديفيد روبرتس بعض أقدم آثار الأقدام التي
تم اكتشافها على الإطلاق. وتم العثور على مسار من ثلاثة آثار أقدام على سطح
الكثبان الرملية الإسمنتية (تسمى aeolianite) بالقرب من Langebaan على الساحل
الغربي لجنوب إفريقيا. وتم تأريخ الآثار لاحقاً إلى 117000 عام ونُسبت إلى الإنسان
العاقل Homo sapiens .وأصبحوا معروفين شعبياً باسم ” آثار أقدام حواء “.
وتم نقلهم جواً إلى كيب تاون حيث تم إيواؤهم في متحف إيزيكو بجنوب إفريقيا
نسخة طبق الأصل معروضة في مركز زوار جيلبيك في حديقة الساحل الغربي الوطنية
وكان هناك جدل دولي منذ ذلك الحين حول ما إذا كانت “آثار أقدام حواء” هي بالفعل
آثار بشرية نظراً لمستوى الحفظ الضعيف نسبياً.
ولم يتم اكتشاف أي آثار بشرية متحجرة أخرى في المنطقة منذ ذلك الحين –
ولكن الاكتشاف الأخير الذي قام به فريق البحث لدينا بالقرب أيضاً من Langebaan
يغير هذا. وهذان المساران اللذان تم اكتشافهما فيما يعرف اليوم بسقف كهف صغير
يعدان اكتشافا رائعًا لثلاثة أسباب الأول هو أنّ الكتابة على الجدران الحديثة على الأسطح
الإيولية في المنطقة المحيطة بمنطقة لانجيبان غزيرة الإنتاج.وفي الواقع كانت الكتابة
على الجدران موجودة على بعد بوصات قليلة من “آثار أقدام حواء”.
وتم تشويه موقع تتبع بشري متحجر محتمل على الساحل الجنوبي للكيب بالقرب
من كنيسنا على بعد أكثر من 400 كيلومتر إلى الشرق بواسطة الكتابة على
الجدران قبل أن يتم تقييمه علمياً.
ولا نعرف بالضبط متى حدث هذا لكنّنا نعلم أنّ “فناني” الجرافيتي وصلوا إليه قبل ذلك
لذلك من الممكن أن تكون مواقع تعقب الحفريات حول لانجيبان نادرة لأنّ الكتابة على
الجدران قد حجبتها. والسبب الثاني هو أنّ المسارات البشرية المسجلة في الإيوليانيات
نادرة على المستوى العالمي وتوجد غالبية هذه المسارات في رواسب أرضية الكهوف
أو رواسب الرماد البركاني ؛ وتعتبر مواقع جنوب إفريقيا التي تم إنشاؤها على الكثبان
والشواطئ إستثناءً. والثالث هو أنّ الإكتشاف الذي تم التوصل إليه على بعد كيلومترات
من تلك التي إكتشفها روبرتس في عام 1995 ،ويدعم إستنتاجهم بأنّ أسلافاً
بشرياً ترك “آثار أقدام حواء”.
