الأخبار

تعويض الحركيين الجزائريين بتوصية من مجلس الشيوخ الفرنسي

متابعة : محمد بركات
صرح المتحدث الرسمي باسم مجلس الشيوخ الفرنسي أن البرلمان الفرنسي أعتمد ، اليوم الثلاثاء، بشكل نهائي مشروع قانون “تعويض” الحركيين الجزائريين الذين قاتلوا إلى جانب فرنسا إبان الحرب الجزائرية.
ويعترف نص مشروع القانون بـ “الظروف الجائرة” و”التعامل غير المشرف” الذي تعرض له أكثر من 90000 حركي جزائري وعائلاتهم بعد فرارهم إلى فرنسا عقب انتهاء حرب الجزائر.
وقد تم هذا الاعتماد لمشروع القانون بشكل نهائي بعد تصويت مجلس الشيوخ عليه اليوم حيث قامت الجمعية الوطنية بدورها بالتصويت عليه الأسبوع الماضي
فيما ينص مشروع القانون على طلب “الصفح” من الحركيين الجزائريين بسبب ما تعرضوا له من “ظلم” من قبل السلطات الفرنسية آنذاك كما ينص على دفع تعويضات لقرابة 50000 شخص منهم.
هذا وستتراوح قيمة هذه التعويضات من 2000 إلى 15000 يورو للعائلة الواحدة حيث قد يصل مجموع المبلغ إلى 302 مليون يورو توزع على فترة ست سنوات.
جدير بالذكر والإشارة ان الحركيون الجزائريون في فرنسا خلال سنوات طويلة قد عانوا بسبب المعاملة التي لاقوها من السلطات الفرنسية حيث تم وضع قرابة نصفهم في معسكرات وتجمعات مغلقة حدّت من حريّة تنقّلهم ومن اندماجهم في المجتمع.
هذا ويأتي اعتماد مشروع قانون “تعويض” الحركيين تكليلا للخطوة التي اتخذها ماكرون في الـ20 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي عندما قدم اعتذارا رسميا للحركيين الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي “والذين تخلت عنهم فرنسا” إبان حرب الجزائر بين عامي 1954 و1962.
ويقدر عدد الحركيين الذين قاتلوا مع فرنسا بـ200 ألف شخص قدم الجزء الأكبر منهم إلى فرنسا في السفن بعد انتهاء حرب التحرير وانتصار المؤيدين لاستقلال الجزائر عن فرنسا.
اعتمادا على ماسبق تجدر الإشارة إلى أن الخطوة التي اتخذت اليوم تأتي في إطار المبادرة التي اتخذها ماكرون منذ عدة أشهر والتي سماها بـ”مبادرة مصالحة الذاكرة بين فرنسا والجزائر”.
وقد قام الرئيس الفرنسي السابق إيمانويل ماكرون بعدد من الخطوات في اتجاه مصالحة الذاكرة المشتركة بين فرنسا والجزائر. ومن بين هذه الخطوات: فتح الأرشيف القضائي لحرب الجزائر والاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في تعذيب وقتل الشاب موريس أودان مدرس الرياضيات الفرنسي الذي ناضل من أجل استقلال الجزائر وكذلك الاعتراف بمسؤولية الجيش الفرنسي في تعذيب وقتل المحامي الجزائري والمناضل علي بومنجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم