متابعة : نوران سعاده
يعد أهل الزوج بالنسبة للزوجة من الأصهار وليس من الأرحام، أما الأرحام فيكونوا من أقارب الزوجة
وأهل أبيها وأمّها، ومن هؤلاء الأرحام ” الآباء والأمهات والأجداد من جهة الأمّ والأب، وكذلك الإخوان
والأخوات وأبنائهم، والأعمام والعمات وأبنائهم، والأخوال والخالات وأبنائهم”، لقول الله تعالى
(وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ).
ويعتبر وصل الزوجة لأهل زوجها من الإحسان في المعاملة إلى أهل الزوج مطلوب؛ لأنّه إحسان
إلى الزوج، وإكرام له، وأمّا زيارة أقارب الزوج فهي مؤكدة إذا كانت بطلب من الزوج لزوجته، على
ألّا يكون في هذه الزيارة ضرر على المرأة، وقد ذكر النوويّ استحباب زيارة الأصدقاء والإخوان
والصالحين والأقارب، وأن يقوم الإنسان بصِلَتهم، وبرّهم، والإحسان إليهم.
وفى حال امتناع الزّوجة عن زيارة أقارب زوجها فإنّها لا تكون قد قطعت رحمها بذلك؛ لأنّ أهل الزوج
ليسوا من الأرحام الذين تجب صلتهم، وإنّما الأرحام هم الأقارب فقط وليسوا الأصهار.
وجاء فى حديث “الحمو الموت” قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (إيّاكم والدخولَ على النساء،
فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت) ، وذكر النوويّ اتّفاق أهل
اللغة على أنّ الأحماء هم أقارب الزوج؛ كعمه وأخيه، والمُراد بمعنى الحمو الموت؛ أي أنّ الشرّ
والفتنة متوقعة من أحماء المرأة أكثر من غيرهم؛ لتمكنهم من الوصول إلى زوجة الرجل.
وعلى الزوجة أن تعامل مع أهل زوجها بتأدب ، وتتجاهل ما يصدر من أهل زوجها إذا أدركت أنّه يُقصد
منه الافتراء والاستفزاز فقط. أن تقوم الزوجة بإصلاح شؤون بيتها وزوجها وأولادها إذا شعرت بأنّ في
بيتها شيئاً ممّا يقوله ويردّده أهل زوجها. أن تُحسن إلى زوجها بعدم ذكر ما يحدث أو يصدر من أهله
وأن تُدافع عن حقوقها تجاه الافتراءات التي تتعرض لها بالحكمة.