الإقتصاد

هل اصبح الاقتصاد العالمي على المحك نتيجة لتداعيات الحرب ؟

 

متابعة : قمر غالي

 

أشتدت المخاوف المحيطة بالاقتصاد العالمي بعد قيام الحرب الروسية الأوكرانية بشأن تأثيرها علي أسعار الطاقة والمحاصيل

الذي بات مهدّدًا تحت وطأة الحرب، و ذلك بعد دخولها يومها الـ11، في حين توسعت العقوبات الغربية ضد موسكو.

 

فمن جانبه عبّر صندوق النقد الدولي عن مخاوفه من تأثر الاقتصادات العالمية من النزاع الراهن، حيث أشار الصندوق إلى حدوث طفرة في أسعار الطاقة والسلع الأولية بما في ذلك القمح، مما زاد من الضغوط التضخمية الناشئة عن انقطاعات سلاسل الإمداد والتعافي من جائحة كوفيد-19. فقد قال في بيان “بينما يظل الموقف الراهن على درجة كبيرة من التقلب، فإن العواقب الاقتصادية ستكون بالغة الخطورة بالفعل”.

 

وسيكون للأسر الفقيرة التي يشكّل الغذاء والوقود نسبة أكبر من إنفاقها، وفق صندوق النقد. النصيب الاكبر من صدمة الأسعار بجانب تأثيرها على العالم بأسره،

 

ورجّح الصندوق حدوث تأثير جسيم للعقوبات المفروضة على روسيا على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية العالمية، مع انتقال تداعيات ملموسة إلى البلدان الأخرى.

 

وأكّد الصندوق أهمية قيام السلطات النقدية بمراقبة أثر ارتفاع الأسعار الدولية على التضخم المحلي لتحديد الاستجابات الملائمة لمواجهته. حيث أن الأزمة الراهنة سوف تخلق في كثير من البلدان صدمة معاكسة على صعيدي التضخم والنشاط الاقتصادي، وسط ضغط الأسعار المرتفعة بالفعل .

 

و أوضح الصندوق أن العقوبات المعلنة مؤخرًا على البنك المركزي للاتحاد الروسي ستؤدي إلى فرض قيود شديدة على وصوله إلى الاحتياطيات الدولية لدعم عملته ونظامه المالي.

فقد أدّت العقوبات الدولية على النظام المصرفي الروسي واستبعاد عدد من البنوك من شبكة “سويفت”، إلى الحد بدرجة كبيرة من قدرة روسيا على تلقي المدفوعات عن صادراتها، وسداد مقابل وارداتها، والدخول في معاملات مالية عبر الحدود، مما تسبب في هبوط الروبل الروسي.

 

و قد أدت العقوبات التي أعلنت الأسبوع الماضي، إلى منع أكبر بنكين في روسيا، سبيربنك و”في تي بي”، من التعامل بالدولار الأميركي، كما قام الغرب بإزالة 7 بنوك روسية، من نظام سويفت، وهي خدمة مراسلة عالمية تربط المؤسسات المالية وتسهل المدفوعات السريعة والآمنة.

 

وفي مذكرة بحثية، بين اقتصادي الأسواق في “كابيتال إيكونوميكس”، أوليفر ألين، أنه إذا استمرت روسيا في مسارها الحالي، “فمن السهل جدًّا أن نرى كيف يمكن أن تكون العقوبات الأخيرة مجرد خطوات أولى في قطع حاد ودائم لعلاقات روسيا المالية والاقتصادية مع بقية العالم ، حيث قال ” إن الديمقراطيات الغربية فاجأت الكثيرين باتباعها استراتيجية لممارسة ضغوط اقتصادية مكثفة على روسيا من خلال عزلها بشكل فعال عن الأسواق المالية العالمية.

 

و من جانبه ، أوضح الخبير المتخصص في التمويل والاستثمار مصطفى بدرة أن الاقتصاد الروسي لديه حجم تجارة كبير مع العالم الخارجي، وبالتالي فإن العقوبة التي ستوقّع عليه تؤثر في غالبية الدول، فضلًا عن الضرر الذي سيقع جراء ارتفاع أسعار النفط والسلع الغذائية. حيث قال إن الاقتصاد العالمي تكبد “خسائر بالتريليونات” جراء الصراع الراهن، والشعوب هيّ من تتحمل فاتورة هذه الحرب.

 

كما أوضح بدرة أنّه لإزالة الآثار الاقتصادية لهذه الحرب فالأمر سيستغرق شهورًا ، حيث طالب باستمرار التحذيرات الصادرة عن المؤسسات الدولية، و بصفة خاصة صندوق النقد والبنك الدوليين، من تبعات هذه الحرب، لأن التأثيرات ستكون ضخمة على الشعوب، كما أن الاقتصاد العالمي على المحك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم