إعداد/سناء منذر
للمثل في حياة العرب قيمة عالية،وهو مؤشر قويّ للفكرة التي نريد إيصالها للآخرين. ويساعد في زيادة الاستيعاب والمقارنة،كما أنه إرث ثقافي للمجتمعات.
(مواعيدُ عرقوب) :
المثل يعود لرجل يهودي اسمه عرقوب من يثرب،والذي اشتهر بنكث العهود لأنه يعد ولا يفي. فيحكى أن عرقوب هذا قد طلب أخوه منه حاجة فجاوبه وقد كان يزرع نخلة :عندما تثمر هذه النخلة سأعطيك ثمارها،وعندما أثمرت النخلة جاءه أخوه وأعاد عليه طلبه وذكّره بوعده فقال عرقوب: انتظر حتى تصبح بلحاً،ولما صارت بلحاً عاد الأخ للتذكير بالوعد فأيضا وأيضا جدد الوعد وقال: انتظر لتصبح زهوا. وبعد مدة طلب منه على أثر المطالبة بالوفاء بالوعد ان ينتظر لتصير رطب، ثم لتصير تمرا، وهكذا ماطل عرقوب بأخيه كثيراًوقليلاً ولم يفِ بوعده ويلبّي له حاجته. والأنكى من هذا عندما أثمرت النخلة قام عرقوب بقطف ثمارها ليلاً لتنتهي بذلك أكاذيبه وحججه. وعندما رأى أخاه الشجرة تألّم وتأسّف على أخيه. وصارت هذه القصة مثالاً تتداوله العرب فيما بعد.فقيل: أخلف من عرقوب و اليأس أيسر من ميعاد عرقوب وغير ذلك.
وشعرا قال الشاعر كعب بن زهير بقصيدة بانت سعاد التي أشار فيها لعدم الوفاء :
ولا تمسك بالعهد الذي زعمت إلّا كما يمسك الماءُ الغرابيل
فلا يغرّنك ما منّت وما وعدت إنّ الأماني والأحلامَ تضليل
كانت مواعيدُ عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلّا الأباطيل