صحراء الربع الخالي يكتنفها الغموض، وتكاد الحياة فيها تنعدم، ويقال “تكاد”؛ لأن هناك بعض القبائل التي كانت وما تزال تسكن المنطقة الصحراوية الممتدة إلى حدود أربع دول هي السعودية واليمن وعمان والإمارات.ونروي لكم في الفيديو قصة سعيد وخالد الذين حدثت معهم مصائب الجان الموجودة في تلك الصحراء المسكونة.
وعلى الرغم من قسوة الطبيعة فإن بعض القبائل العربية تآلفت معها، كما ظلت هذه المنطقة منذ القدم تشكل تحدياً للمغامرين والمستكشفين، وفي العصور الحديثة فإن “فلبي” جاب أرجاء الربع الخالي في العام 1932، وذلك بعد عام واحد من دخول أول مستشرق لهذه الصحراء “برترام ثوماس 1931، ويأتي من بعدهم المستشرق الشهير “مبارك بن لندن ثيسغر” الذي ألف كتاب الرمال العربية، وصف الحالة الإنسانية للعيش في الربع الخالي.
حقل الشيبة غنى المنطقة
ويغالط حقل “الشيبة” البترولي فكرة فقر الربع الخالي، فهو واحد من أكبر المشاريع الفريدة من نوعها، ليس على مستوى المملكة العربية السعودية والمنطقة فحسب، بل على مستوى العالم بأسره.
وإضافة إلى الإنتاجية الكبيرة من النفط فإن أرامكو القائمة على المشروع زودت المنطقة بمحمية للحياة الفطرية بمساحة 637 كيلومترًا مربعًا.
أما في القدم فإن العلماء يعتقدون أنها تخفي تحت رمالها مدينة “الأحقاف” التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
وهي المدينة التي بالنص القرآني لم يخلق مثلها في البلاد “إرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ “، ولا تزال هذه المدينة تشغل تفكير الكثير من الأثريين والمستشرقين الذين بحثوا كثيراً عن هذه المدينة؛ لعلهم يجدونها.
وقد فسّر العلماءُ معنى الأحقاف بالجبال الرمليّة، كما وضعَ الماوردي تفسيراً أكثرَ دقّة للفظةِ أحقاف، وهو: «جمع حقف، وهي ما استطال واعوجّ من الرملِ العظيم، ولا يبلغُ أن يكونَ جبلاً»، وقد تطابق هذا التفسير بدقة مع الصور التي قدمتها جوجل إيرث عن الجانبِ الجنوبيّ من الربع الخالي لشبهِ الجزيرة العربيّة، وما تحتويه من رمالٍ طوليّة معوجّة التي لا توجدُ في أيّ صحراء عربيّة أخرى.
عودة الربع الخالي أنهاراً ومروجاً
وورد عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قوله: «لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض؛ حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً» رواه مسلم.
وإن كان من العسير تصور ذلك على البعض فإن ما يسميه العلماء بدورة الطقس أو دورة المناخ، ييسر فهم ذلك، ويؤكد العلماء بعد دراسات مسحية أن الربع الخالي كان منطقة أنهار ومروج.
الجنية “حمدة”
ومن المعروف أن الصحارى والمناطق غير المأهولة ترتبط بالخرافات والأساطير، وكثيراً ما تداولت المحكيات الشعبية قصص الجان والعفاريت في هذه الأماكن، ومن القصص الكثيرة التي تُروى عن الربع الخالي قصة الجنية “حمدة” التي تشاكس العابرين بشيئين، فإما بإطلاق أصوات متقطعة تشبه أصوات منبهات السيارات، وإما بإطلاق هدير قيل إنه مزيج من قرع طبول مع صراخ جنيات أخريات، وتضيف الحكاية أن “حمدة” تظهر مرتدية ثوباً طويلاً تستر به عيب رجلها التي تشبه ساق الحمار وحافره.