إعداد / محمـــد الدكـــرورى
إن شهر الله المحرم، هو أحد الشهور الحرم التي قال الله عز وجل فيها فى سورة التوبة ” إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم” والأشهر الحرم، شهر رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، وعن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “السنة اثنا عشرا شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات، ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان” رواه البخاري ومسلم، بل قال رسول الله عليه الصلاة والسلام “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم” رواه مسلم، وقال ابن عباس رضي الله عنه.
“ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى أي يعتني ويهتم، صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء” رواه البخارى، وإن البعض وللإسف الشديد في هذا الشهر المبارك شهر الله المحرم، يجاهر بالمعاصي، ويتباهى بها، فيترك الصلوات، ويقع في المحرمات، فيسمع الحرام، ويأكل الحرام، ويقع في الحرام، ويعين على الحرام، وإن شهر الله المحرم يأتي بعد مواقف عظيمة، فويل للمفرط والمتهاون الذي ضيع عمره، فإن هذا الشهر شهر مبارك كريم عظيم، يجب أن نتقرب فيه إلى الله بالطاعات، والصيام، وقراءة القرآن، ومن أصبح اليوم منكم ممسكا عن الأكل، فليكمل اليوم، وقد أجاز أهل العلم لمن كان مضطرا أن يصوم يوم العاشر فقط.
وإلا فالسنة أن يصوم العاشر، ويوما قبله أو يوما، بعده الحادي عشر، إدراكا للأجر، واتباعا لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وإن من فضل الله علينا أن وهبنا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، وهذه الذنوب التي يكفرها صيام يوم عاشوراء هي الذنوب الصغائر فقط، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة وقبولها، كما أشار إلى ذلك العلماء المحققون كابن تيمية وغيره رحمة الله على الجميع، ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله، وهو يُحذر ممن يتصور أن صيام عرفة وعاشوراء كافى في النجاة والمغفرة حيث يقول رحمه الله “لم يدرى هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة وعاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينها إذا اجتنبت الكبائر.
فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة لا يقويان على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها، فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر، ومن المغرورين من يظن أن طاعته أكثر من معاصيه لأنه لا يحاسب نفسه على سيئاته ولا يتفقد ذنوبه، وإذا عمل طاعة حفظها واعتبرها، كالذي يستغفر الله بلسانه أو يسبح الله في اليوم مائة مرة، ثم يغتاب المسلمين ويمزق أعراضهم، ويتكلم بما لا يرضاه الله طول نهاره، فهذا أبدا يتأمل في فضائل التسبيحات والتهليلات، ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة المغتابين والكذابين والنمامين إلى غير ذلك من آفات اللسان، وذلك من محض غرور” فإن شهر الله الحرام شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنة الهجرية.
وأحد الأشهر الحرام، وقال الله تعالى في هذه الأشهر الحرم “فلا تظلموا فيهن أنفسكم” فإن الذنب في هذه الأشهر أعظم إثما، وأكثر إثما من غيره من الشهور الأخرى، والعمل الصالح في هذه الأشهر الحرم أكثر أجرا، وقد قال قتادة “الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم في سواها” وإن كان الظلم في الأشهر عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء، وأما عن فضل الصيام في هذا الشهر، فإن له فضلا عظيما، حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم “فضل الصيام بعد رمضان فهو شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة هو صلاة الليل” وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال ما هذا؟