متابعة | سوزان مصطفى
يتجه المزارعون التونسيون إلى الماضي لضمان المستقبل من خلال زراعة البذور المحلية
حيث يعاني البلد الواقع في شمال إفريقيا في زمن الجفاف والأمراض وتغير المناخ.
وقال ماهر مديني من البنك الوطني للجينات في تونس:”
إنّ البذور التقليدية تأتي من تراث وراثي أكثر ملاءمة للبيئة والذي يعزز تنمية الزراعة المستدامة في البلاد.
وقال ميديني :”إنّها خزانات جينات عمرها مئات إن لم يكن آلاف السنين” ،مضيفاً:”
أنّ البذور أكثر مقاومة للآثار الخطيرة المتزايدة للإحتباس الحراري”.وقال:”
إنّ تغير المناخ يسبب تغيرات صعبة في هطول الأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة مما يتسبب في أمراض
في المحاصيل”.أصناف القمح التي تم تطويرها في الثمانينيات
من القرن الماضي تتضرر بسبب الأمراض في تونس لكن المزارعين يقولون
إنّ الأصناف التقليدية تبدو أكثر مقاومة.وفي الماضي كان المزارعون التونسيون يخصصون
بإستخدام البذور المحلية جزءاً صغيراً من المحصول للزراعة في الموسم المقبل.
لكن تطوير البذور المهجنة أو المعدلة وراثياً أدى إلى حصاد أفضل وتوقفت الأنواع المحلية
إلى حدٍ كبير عن الإستخدام.وتتمثل إحدى المشكلات في أنّه لا يمكن إعادة زراعة البذور
من الأصناف الجديدة ويتعين على المزارعين شراء المزيد من البذور كل عام.
وأصناف القمح التي تم تطويرها في الثمانينيات من القرن الماضي تتضرر
بسبب الأمراض في تونس لكن المزارعين يقولون:” إنّ الأصناف التقليدية تبدو أكثر مقاومة”
.والآن يبحث بعض المزارعين في الأساليب التي إستخدمها أسلافهم.
ويتم وزن القمح المحصود من كل هكتار على حدة بحيث يمكن حساب إنتاجية كل قطعة أرض.
وعندما يلتقي بمزارعين آخرين يتيح لهم معرفة أداء بذوره التقليدية.
وكان المتوسط الوطني في السنوات الأخيرة 1.4 إلى طنين للهكتار بينما يقول بن صالح :”
إنّ محصوله كان خمسة أطنان”.وأفاد بن صالح أن بذوره أكثر مقاومة للجفاف
والأمراض مما يعني أنّه لا يتعين عليه إستخدام الكثير من المبيدات.
وتقدر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أنّه خلال القرن الماضي إختفى
حوالي ثلاثة أرباع التنوع في المحاصيل العالمية.ونظراً لأنّ معظم المزارعين يشترون
بذوراً جديدة كل موسم تستورد البلاد حالياً 70 في المائة إلى 80 في المائة من بذورها كل عام.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من زيادة إستخدام البذور المهجنة
وأعتبرتها تهديداً للأصناف الأصلية والتراث الجيني المحلي.وتقدر منظمة الأغذية والزراعة
أنّه خلال القرن الماضي إختفى حوالي ثلاثة أرباع التنوع في المحاصيل العالمية.
ومنذ عام 2008 تقوم بجمع البذور التقليدية من المزارعين وتعمل أيضاً على إستعادة البذور
التونسية الأصلية المخزنة في بنوك الجينات حول العالم.وفي الماضي
كان المزارعون التونسيون يخصصون بإستخدام البذور المحلية جزءاً
صغيراً من المحصول للزراعة في الموسم المقبل.وحتى الآن تمكنت
من إعادة أكثر من 7000 عينة من البذور من أشجار الفاكهة والحبوب
والخضروات من بين أكثر من 11000 عينة منتشرة في جميع أنحاء العالم.وأظهر
تقرير الشهر الماضي الصادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة بشكل
لا لبس فيه أنّ المناخ يتغير بوتيرة أسرع مما كان يُخشى سابقاً وبسبب النشاط البشري.
زشهد شهر أغسطس درجات حرارة قياسية في تونس وصل الزئبق إلى 48 درجة مئوية
في منتصف النهار (118 فهرنهايت) محطماً الرقم القياسي السابق في العاصمة البالغ 46.8 درجة في عام 1982.
تونس تزرع بذور الأمل ضد تغير المناخ