إعداد/ محمـــد الدكـــرورى
إن ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ هو ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺼﻤﺖ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺗﺨﻄﺐ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ فإنه ﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺫﺭ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺧﺎﻟﺪ بن الوليد لثابت بن أرقم “ﻻ ﺃﻧﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻪ ﻣﻨﻰ ﻳﺎ ﺛﺎﺑﺖ، ﻓﺄﻧﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ ﻣﻨﻰ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻤﻦ ﺷﻬﺪ ﺑﺪﺭﺍ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍلله صلى الله عليه وسلم” ﻓﻘﺎل ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺃﻗﺮﻡ ﻻ ﻳﺎﺧﺎﻟﺪ، ﻭﺍلله ﻣﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺇﻻ ﻟﻚ ﻓﺄﻧﺖ ﺃﺩﺭﻯ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻨﻰ ﺛﻢ ﺻﺮﺥ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺃﻗﺮﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﺗﻘﺒﻠﻮﻥ ﺇﻣﺮﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﻓﻬﺘﻒ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻭﻗﻠﺐ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﺭﺿﻴﻨﺎ ﺇﻣﺮﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﻓﺎﻟﺘﻘﻂ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﺍﻋﺘﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻯ ﺟﻮﺍﺩﻩ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺑﺎ ﻣﺆﺻﺪﺓ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺁﻥ ﻟﻬﺎ ﻳﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ، ﻭﻓﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻓﻰ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻌﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺎﺏ.
وﻟﻘﺪ ﺗﻮﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻣﺮﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪﺩ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻳﻘﻴﻨﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻋﻈﻴما ﻟﻴﺤﻘﻘﻬﺎ ﻫﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻒ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ، ﻭﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﻧﺴﺤﺎباﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﻭﻓﻰ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻋﺘﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻯ ﺑﺠﻮﺍﺩﻩ ﺭﺑﻮﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﺛﺎﻗﺒﺘﻴﻦ ﻛﻌﻴﻨﻰ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻧﻈﺮﺓ ﻓﺎﺣﺼﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭﻋﺎﺩ ﻟﻴﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﺓ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺆﺧﺮﺓ ﻭﻗﺪﻡ ﺍﻟﺴﺎﻗﺔ ﺃﻯ ﺍﻟﻤﺆﺧﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ، ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻭﺃﻣﺮ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺰﻍ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺜﻴﺮ ﻏﺒﺎﺭﺍ ﻭﺗﺮﺍﺑﺎ، ﻟﻴﺘﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺛﻮﺍ ﺻﻴﺎﺣﺎ ﻭﺟﻠﺒﺔ ﻭﺿﺠﻴﺠﺎ ﻭﺻراخا.
ﻓﻠﻤﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺟﻮﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﺃﻋﻼﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻭﺭﺃﻭﺍ ﻏﺒﺎﺭا ﻣﻸ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻈﻦ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺃﻥ ﺟﻴﺸﺎ ﻭﻣﺪﺩﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻓﻘﺬﻑ ﺍلله ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﻔﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺛﻐﺮﺓ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺮﻭﻡ، وﻟﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﺃﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺗﺤﻄﻢ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻰ ﻳﺪﻩ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﺳﻴﺎﻑ، ﺗﺴﻌﺔ ﺍﺳﻴﺎﻑ ﺗﺤﻄﻤﻮﺍ ﻓﻰ ﻳﺪ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺛﻐﺮﺓ ﻓﻰ ﻗﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺮﻭﻣﻰ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ، ﻭﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﺎ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﺣﺘﻰ ﻧﺠﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺛﻢ ﺑﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﻡ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻭﺣﻰ ﺍلله ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻮﻗﻒ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺬﺭﻓﺎﻥ.
ﻓﻘﺎﻝ “ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻓﺄﺻﻴﺐ ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﺄﺻﻴﺐ ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ ﻋﺒﺪ ﺍلله ﺑﻦ ﺭﻭﺍﺣﺔ ﻓﺄﺻﻴﺐ ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺳﻴﻒ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﻑ ﺍلله ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺢ ﺍلله ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻘﺒﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﻴﺸﺎﻥ ﻳﻌﻠﻘﻪ ﺍﻟنبى صلى الله عليه وسلم ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺳﻴﻒ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﻑ ﺍلله ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺢ ﺍلله ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻋﺎﺩ ﺧﺎﻟﺪ، ﻟﻴﺤﺘﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ ﺑﺘﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟنبى صلى الله عليه وسلم ﻟﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟنبى صلى الله عليه وسلم ﻗﺎﺋﺪا ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ، ﻟﻔﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻟﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟنبى صلى الله عليه وسلم ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪ ﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻰ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻓﻰ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟنبى صلى الله عليه وسلم، ﻭﺗﻮﻓﻰ ﺍﻟنبى صلى الله عليه وسلم ﻭﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ الصديق.
ﻭﺗﻬﺐ ﺃﻋﺎﺻﻴﺮ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﺿﻢ ﻓﻰ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﻴﻦ ﺇﻫﺎﺑﻪ ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺤﺔ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ، ﻟﻴﺠﻴﺶ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻭﻟﻴﻌﺪ ﺃﻟﻮﻳﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻠﻘﺎﺩﺓ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ ﻓﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻓﻠﻘﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻟﻜﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﺃﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﻟﺪ بن الوليد ﻓﻘﻂ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ رضى الله عنه ﻟﺨﺎﻟﺪ، ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻧﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟنبى صلى الله عليه وسلم ﻳﻘﻮﻝ ﻧﻌﻢ ﻋﺒﺪ ﺍلله ﻭﺃﺧﻮ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺳﻴﻒ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻠﻪ ﺍلله ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ، وعن أبي وائل قال لما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدّر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيء أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتها وأنا متترس والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار.