
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
لقد كان القائد المغوار سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه جديرا بمقولة الخليفة الراشد أبي بكر رضي الله عنه” عجز النساء أن يلدن مثل خالد” وصدق الصديق رضي الله عنه وأرضاه، ﻭقد ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻦ ﻧﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﺮ ﻭﻣﻦ ﻋﺰﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﺰﺓ ﻭﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﻫﻴﺒﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻴﻤﺎﻣﺔ، ﻓﻠﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺪﻋﻰ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﻳﻬﺰﻡ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺟﻬﻞ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ فﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﻳﻬﺰﻡ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺟﻬﻞ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻧﻜﺮﺍﺀ ﻓﺄﺻﺪﺭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍلله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق، ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻪ ﻣﺴﺮعا ﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻤﻊ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﻣﻊ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﻓﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻴﻤﺎﻣﺔ، ﻭﺩﺍﺭ ﻗﺘﺎﻝ ﺭﻫﻴﺐ ﺭﻫﻴﺐ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻰ صلى الله عليه وسلم، ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ، ﻭﺍﻋﺘﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻯ أيضا ﺑﺠﻮﺍﺩﻩ ﺭﺑﻮﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻓﻨﻈﻢ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺛﻢ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻣﺘﺎﺯﻭﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻨﻌﻠﻢ ﺑﻼﺀ ﻛﻞ ﺣﻰ، ﺍﻣﺘﺎﺯﻭﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻨﻌﻠﻢ ﺑﻼﺀ ﻛﻞ ﺣﻰ، وهو ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻔﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻟﻴﺒﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﻭﻛﻞ ﺟﻨﺪﻯ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﺔ ﻟﺪﻳﻦ الله عز وجل ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺟﻨﺪ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﻓﻤﻦ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﻛﺰﻫﻮﺭ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻏﻨﺎﺀ ﻃﻮﺣﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻋﻨﻴﺪﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﺟﻨﺪ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﻛﺎﻟﺬﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ ﺧﻨﻘﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ.
ﻧﻔﺜﺎﺕ ﻣﻄﻬﺮ ﻣﺒﻴﺪ ﻭﺣﺴﻤﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻔﻀﻞ الله تعالى ﻟﺨﺎﻟﺪ، ﻭﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﺮﺡ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ الصديق رضى الله عنه،ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻟﻘﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ؟ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻈﻢ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺇﻧﻬﺎ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻫﺮﻣﺰ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﻐﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﻨﻚ، ﻓﺒﺪﺃ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﻌﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺴﺮﻭﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺗﻮﺍﻳﻌﻬﺎ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ؟ ﻗﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ “ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺯﺑﺔ ﻓﺎﺭﺱ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﻓﺾ ﻭﺳﻠﺐ ﻣﻠﻜﻜﻢ، ﻭﻭﻫﻦ ﻛﻴﺪﻛﻢ، ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ ﻭﺃﻛﻞ ﺫﺑﻴﺤﺘﻨﺎ ﻓﺬﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﻠﻤﻮﺍ ﻭﺇﻣﺎ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ، ﻭﺇﻣﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺇﻻ ﻓﻮﺍلله ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺒﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
فإن خالد بن الوليد رضى الله عنه القائل صهيب بن سنان هو أحد كبار الصحابة وهو أشجع وأقوى وأدهى فارس واجهته في المعارك، وهو القائل لا تنكح إلا الحسيبة النسيبة فإنها الأم الصالحة لأولادك، وهو القائل ما أنا إلا حسنة من حسنات أنس بن مدرك، وهو رضى الله عنه القائل “بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمكم، وسلب مُلككم، ووهن كيدكم، فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة، وقال لعامة أهل فارس أما بعد فأسلموا تسلموا، وإلا فاعتقدوا مني الذمة، وأدوا الجزية، وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون شرب الخمر، وهو القائل والله ما ليلة تهدى إليَّ فيها عروس أنا مُحب لها ابشَّر فيها بغلام بأحب من ليلة شديدة البرد.
كثيرة الجليد في سرية من المهاجرين أنتظر فيها الصبح لاغير على أعداء الله، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أسلمت يعدل بي أحدا من أصحابه فيما حزبه، وقد شتم رجل خالدا بن الوليد فقال له هي صحيفتك املئها بما شئت، وقال في حرب المرتدين أيها القوم أبشروا، فإن القوم مخذولون إن شاء الله تعالى، وإنما سلُوا هذه السيوف ليرهبوكم، ولم يفعلوا ذلك إلا جزعا وفشلا، وقال في كتابه عندما تولى العراق إلى ملوك فارس الحمد لله الذي حلّ نظامكم، ووهن كيدكم وفرّق كلمتكم، ولو لم يفعل ذلك لكان شرا لكم، فادخلوا في أمرنا ندعكم أرضكم ونجوزكم إلى غيركم، وإلا كان ذلك لكم وكنتم كارهين على غلب على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة.